نام کتاب : الإسلام و إيران، عطاء و امتنان نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى جلد : 1 صفحه : 130
موهبة إلهية
أُودعت في أُسرة الساسانيين الحاكمة. وقد كان لهذه العقيدة آثار عظيمة في مختلف
أدوار التاريخ الإيراني، وأخصّ بالذكر فأقول: إنّ مودّة الإيرانيين لقربى الرسول
وأهل بيته والمذهب الشيعى كان من آثار هذه العقيدة؛ إذ مهما كان انتخاب الخليفة
عند العربي من العدالة والديموقراطية، فإنّه غير طبيعى عند الإيراني، ولم يكنله
أي أثر عنده إلّا أن ينفر منهذا الانتخاب ومن رجاله ... وكان السبب في تذمّر
الفرس من شخص الخليفة الثاني بالخصوص هو أنّه كان هو المحطّم للامبراطورية
الفارسية العظمى ... ولا شكّ في وجد الفرس من عمر وإن كان قد ظهر بثوب المذهب! ان
الفرس يعتقدون بأن الحسين بن عليّ (ع) تزوّج شهربانويه بنت يزدجردالثالث آخر ملوك
الساسانيين، وعلى هذا فهم يعتقدون بأنّ كلا فرقتي التشيّع (الإمامية والإسماعيلية)
ليستا ممثلتين لفضائل وحقوق قربى النبيّ (ص) فقط بل لهما حقّ الحكم أيضاً وذلك
للعرق الفاضل النجيب من كلا الطرفين: كسرى وهاشم»[1].
نعم؛
هكذا يحلّل بعضالمستشرقين، وبعض الإيرانيين المتأثر بهم: حقيقة مذهب الشيعة وسبب
ظهوره.
إنّ
البحث حول هذا الموضوع يحتاج الى كتاب مستقل ولكن لابدّ لنا هنا من ذكر بعض
المطالب بالإجمال فنقول:
إنّ
موضوع زواج الإمام الحسين (ع) بشهر بانويه بنت يزدجرد وولادة الإمام السجاد (ع) من
ملكة فارسية، وانتساب أبنائه الأئمّة بها الى اسرة الساسانيين الحاكمة، منح- كما
شاهدنا- مستمسكاً بيد عدّة من السوفسطائين والمغرضين لإتّهام الإيرانيين
بأنّمودتهم لقربىالرسول (ص) إنّما هيمن آثار انتسابهم إلى الأُسرة الفارسية
الحاكمة! وأنّ عقيدة الشيعة بالحقّ الإلهي للأئمة (عليهم السلام) من بقايا العقيدة
الفارسية القديمة القائلة بالجلال الربانى للملوكية الساسانية!.