المقدار :القدر.و لمّا
كان الإنسان جاهلا بأسرار القدر كان بناء تقديره و تدبيره لنفسه على أوهام لاثقة
بها فجاز فيما دبّره هو لنفسه و اعتقده سببا للمصلحة أن يكون من أسباب مفسدته و
هلاكه.و قد مرّ بيان ذلك.
استعارة استعار
لهاتين الفضيلتين لفظ التوأمين باعتبار استلزام علوّ الهمّة و صدورهما بواسطتها و
ذلك أنّ عالى الهمّة يستحقر كلّ ذنب و مذنب في حقّه فيحلم عنه و يتأنّي عن
المبادرة إلى مقابلته .
433-و قال عليه السّلام:
اَلْغِيبَةُ
جُهْدُ الْعَاجِزِ
[المعنى ]
أكثر ما يصدر
الغيبة عن الأعداء و الحسّاد الّذين يعجزون عن بلوغ أغراضهم و شفاء صدورهم فيعدلون
إلى إظهار معايب أعدائهم لما يجدون فيه من اللّذة.و نفّر عنها بنسبة فاعلها إلى
العجز،و أنّها غاية جهده ليأنف من ذلك النقصان و لا يرضى به.
434-و قال عليه السّلام:
رُبَّ مَفْتُونٍ
بِحُسْنِ الْقَوْلِ فِيهِ
[المعنى ]
و أصل
الفتنة:الانصراف:أى ربّ مصروف عن تحصيل الفضيلة و الطاعة و إكمالها بالمدح و
الإطراء كمن يمدح بكثرة العبادة مثلا فيقوده ذلك إلى الاقتصار على ذلك القدر منها.
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 460