:أى
برياضتها بما يعلم من الآداب ليكون أفعاله و أقواله موافقة لعلمه و ذلك لأنّ الناس
أقرب إلى الاقتداء بما يشاهد من الأفعال و الأحوال منهم بالأقوال فقط خصوصا مع
مشاهدتهم لمخالفتها بالأفعال فإنّ ذلك يكون سببا لسوء الاعتقاد في الأقوال
المخالفة للفعل و الجرءة على مخالفة ما اشتهر منها و إن كان ظاهر الصدق:و إلى مثل
ذلك أشار القائل:
لا تنه عن خلق و
تأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
الثاني:أرشده إلى البدءة في التعليم
بالسيرة
و حميدة الأفعال
لما بيّنا أنّ الطباع لمشاهدة الأفعال أطوع و أسرع انفعالا منها للأقوال ثمّ
يطابقها بعد ذلك بالأقوال .
ثمّ رغّب في
تأديب النفس بكون مؤدّب نفسه أحقّ بالتعظيم و الإجلال من مؤدّب غيره و ذلك لكمال
مؤدّب نفسه بالفضيلة و كون تأديب الغير فرعا على تأديب النفس و الأصل أشرف و أحقّ
بالتعظيم من الفرع و هو في قوّة صغرى ضمير تقدير كبراه:و كلّ من كان بالإجلال أحقّ
وجب عليه أن يبدء بما لأجله كان أحقّ بالتعظيم من غيره.
66-و قال عليه السّلام:
نَفَسُ الْمَرْءِ
خُطَاهُ إِلَى أَجَلِهِ
[المعنى ]
استعارة استعار
للنفس لفظ الخطا باعتبار أنّه على التعاقب و التقضّي فهو مقرّب من الغاية الّتي هى
الأجل كالخطا المتعاقبة الموصلة للإنسان إلى غايته من طريقه .
67-و قال عليه السّلام:
كُلُّ مَعْدُودٍ
مُنْقَضٍ وَ كُلُّ مُتَوَقَّعٍ آتٍ
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 275