أى إذا التبست في
مباديها معرفة وجه تحصيلها و تعسّر الدخول فيها قيس على ذلك آخرها و استدلّ على
أنّه كذلك في العسر فيجب التوقّف عنها و عدم التعسّف فيها.
69-و من خبر ضرار بن حمزة الضبائى
عند دخوله على معاوية و مسألته
له عن أمير المؤمنين
،و قال:فأشهد لقد رأيته فى بعض مواقفه و قد أرخى
الليل سدوله و هو قائم فى محرابه قابض على لحيته يتململ تململ السليم و يبكى بكاء
الحزين،و يقول:
يَا دُنْيَا يَا
دُنْيَا إِلَيْكِ عَنِّي أَ بِي تَعَرَّضْتِ أَمْ إِلَيَّ تَشَوَّفْتِ- لاَ حَانَ
حِينُكِ هَيْهَاتَ غُرِّي غَيْرِي لاَ حَاجَةَ لِي فِيكِ- قَدْ طَلَّقْتُكِ
ثَلاَثاً لاَ رَجْعَةَ فِيهَا- فَعَيْشُكِ قَصِيرٌ وَ خَطَرُكِ يَسِيرٌ وَ
أَمَلُكِ حَقِيرٌ- آهِ مِنْ قِلَّةِ الزَّادِ وَ طُولِ الطَّرِيقِ- وَ بُعْدِ
السَّفَرِ وَ عَظِيمِ الْمَوْرِدِ أقول:كان هذا الرجل من أصحابه عليه السّلام فدخل
على معاوية بعد موته فقال:
صف لي
عليّا.فقال:أ و تعفينى عن ذلك.فقال:و اللّه لتفعلنّ.فتكلّم بهذا الفصل.فبكى معاوية
حتّى اخضلّت لحيته.
[اللغة]
و الضباء بطن من
فهر بن مالك بن النضر بن كنانة .و السدول : جمع سدل و هو ما اسيل على الهودج .و التململ : التقلقل من الألم
و الهمّ .و السليم : الملسوع .و الوله : أشدّ الحزن .
[المعنى ]
و قد نظر عليه
السّلام إلى الدنيا بصورة
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم جلد : 5 صفحه : 276