responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 4  صفحه : 178

فلا،و مذهب أكثر المحقّقين من علماء الإسلام يؤول إلى هذا القول.

[و قوله:و ليس فناء الدنيا.إلى قوله:اختراعها .]

و قوله: و ليس فناء الدنيا .إلى قوله: اختراعها .

رفع لما يعرض لبعض الأذهان من التعجّب بفناء هذا العالم بعد ابتداعه و خلقه بالتنبيه على حال إنشائه و اختراعه:أى ليس صيرورة ما خلق إلى العدم بقدرته بعد الوجود بأعجب من صيرورته إلى الوجود بعد العدم عنها.إذ كانت كلّها ممكنة قابلة للوجود و العدم لذواتها،بل صيرورتها إلى الوجود المشتمل على أعاجيب الخلقة و أسرار الحكمة الّتي لا يهتدي لها و لا يقدر على شيء منها أعجب و أغرب من عدمها الّذي لا كلفة فيه .

[و قوله:و كيف لو اجتمع.إلى قوله:إفنائها.]

و قوله:و كيف لو اجتمع.إلى قوله:إفنائها.

تأكيد لنفى كون عدمها بعد وجودها أعجب من إيجادها بالتنبيه على عظم مخلوقاته تعالى و مكوّناته و ما اشتملت عليه من أسرار الحكمة المنسوبة إلى قدرته.

و المعنى و كيف يكون عدمها أعجب و في إيجاده أضعف حيوان و أصغره ممّا خلق كالبعوضة من العجائب و الغرائب و الإعجاز ما يعجز عن تكوينه و إحداثه قدرة كلّ من تنسب إليه القدرة،و تقصر عن معرفة الطريق إلى إيجادها ألباب الألبّاء، و يتحيّر في كيفيّة خلقها حكمة الحكماء،و يقف دون علم ذلك و يتناهى عقول العقلاء،و ترجع خاسئة حسيرة مقهورة معترفة بالعجز عن الاطّلاع على كنه صنعه في إنشائها مقرّة بالضعف عن إفنائها.

فإن قلت:كيف تقرّ العقول بالضعف عن إفناء البعوضة مع إمكان ذلك و سهولته؟.

قلت:إنّ العبد إذا نظر إلى نفسه بالنسبة إلى قدرة الصانع الأوّل-جلّت عظمته-وجد نفسه عاجزة عن كلّ شيء إلاّ بإذن إلهىّ،و أنّه ليس له إلاّ الإعداد لحدوث ما ينسب إليه من الآثار.فأمّا نفس وجود الأثر فمن واهب العقل-عزّ سلطانه-فالعبد العاقل لما قلناه يعترف بالضعف عن إيجاد البعوضة و إعدامها،و ما هو أيسر من ذلك عند مقايسة نفسه إلى موجده و واهب كماله كما عرفت ذلك في

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 4  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست