responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 46

نفاضة العرك و هو ما يبقى في أسفل العدل من أثر الزاد أو الحنطة و نحوها . استعارة ثمّ استعار لفظ العرك لتقليب الفتن لهم و رميهم و تذليلهم بها كما يذلّل و يليّن الأديم ،و كذلك استعار لفظ الدوس لإهانتهم لهم و شدّة امتهانهم إيّاهم بالبلاء،و شبّه ذلك بدوس الحصيد من الحنطة و نحوها و هو ظاهر ، تشبيه ثمّ أشار إلى استقصاء أهل تلك الضلالة على المؤمنين و استخلاصهم لهم لإيقاع المكروه بهم،و شبّه ذلك الاستخلاص باستخلاص الطير الحبّة السمينة الممتلية من الفارغة الهزيلة و ذلك أنّ الطير ترتاز بمنقاره سمين الحبّ من هزيله فيخلّى عن الهزيل منه . ثمّ أخذ يسألهم على سبيل التهكّم و التقريع لهم ببقائهم على غوايتهم فسألهم عن غاية أخذ مذاهب الضلال،و عمّا تتيه بهم ظلم الجهالات ،و عمّا تخدعهم أوهامهم الكواذب جاذبا لهم إليه،منكرا عليهم مطلوبا آخر غير اللّه تعالى،رادعا لهم من طريق غير شريعته .ثمّ سألهم عن الجهة الّتى يؤتون منها:أى من أين أتتكم هذه الأمراض.و هو عليه السّلام يعلم أنّ الداخل إنّما دخل عليهم من جهلهم لكن هذا وجه من البلاغة و ذكرنا أنّه يسمّى تجاهل العارف و هو كقوله تعالى «فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ » و كذلك قوله: «فَأَنّٰى تُؤْفَكُونَ» :أى متى يكون انصرافكم عمّا أنتم عليه من الغفلة .

[و قوله:و لكلّ أجل كتاب و لكلّ غيبة إياب.]

و قوله: و «لِكُلِّ أَجَلٍ كِتٰابٌ» و لكلّ غيبة إياب.

تهديد بالإشارة إلى قرب الموت و أنّهم بمعرض أن يأخذهم على غفلتهم فيكونوا من الأخسرين أعمالا .ثمّ أمرهم بإسماع الموعظة منه.و الربّانىّ:العالم علم الربوبيّة المتبحّر فيه .ثمّ باحضار قلوبهم و هو التفاتهم بأذهانهم إلى ما يقول .ثمّ بالاستيقاظ من نوم الغفلة عند هتفه بهم و ندائه لهم. استعارة بالكناية و قوله : و ليصدق رائد أهله .مثل نزّله هنا على مراده،و أصله:لا يكذب رائد أهله.فاستعار لفظ الرائد للفكر،و وجه المثل أنّ الرائد لمّا كان هو الّذي يبعثه القوم لطلب الكلاء و الماء أشبه الفكر في كونه مبعوثا من قبل النفس في طلب مرعاها و ماء حياتها من العلوم و سائر الكمالات فكنّى به عنه، و أهله على هذا البيان هو النفس فكأنّه عليه السّلام قال:فلتصدق أفكاركم و متخيّلاتكم نفوسكم،و صدقها إيّاها تصرّفها على حسب إشارة العقل فيما تقوله و تشير به دون

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 3  صفحه : 46
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست