responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 212

في كيفيّة أشكال أعضائها المختلفة من المستدير و الطويل و العريض و المستقيم و المنحني و الرخوة و الصلب و الرقيق و الغليظ،و ما أودع في كلّ من القوّة وهبا له من المنفعة الّتي لو اختلّ شيء منها لاختلّ أمر البدن و مصالح الإنسان،فليتأمّل في هذه العجائب و أمثالها يترقىّ فيها إلى عجيب قدرة اللّه تعالى و المبدأ الّذي صدرت عنه هذه الآثار،فلا يزال مشاهدا لكمال الصانع في كمال صنعه،و أمّا أحوال الأنبياء عليهم السلام فليفهم من سماع كيفيّة تكذيبهم و قتل بعضهم صفة استغناء اللّه تعالى عنهم،و لو هلكوا بأجمعهم لم يتضرّر بذلك و لم يؤثّر في ملكه فإذا سمع نصرتهم فليفهم أنّ ذلك بتأييد إلهيّ كما قال تعالى «حَتّٰى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جٰاءَهُمْ نَصْرُنٰا فَنُجِّيَ مَنْ نَشٰاءُ» 1و أمّا أحوال المكذّبين لهم كعاد و ثمود و كيفيّة إهلاكهم فلينبّه من سماعه لاستشعار الخوف من سطوة اللّه و نقمته و ليكن حظّه منه الاعتبار في نفسه،و أنّه إن غفل و أساء الأدب فربّما أدركته النقمة و نفذت فيه القضيّة حيث لا ينفع مال و لا بنون،و كذلك إذا سمع أحوال الجنّة و النار فليحصل منهما على خوف و رجاء و ليتصوّر أنّه بقدر ما يبعد عن أحدهما يقرب من الآخر،و ليفهم منها و من سائر القرآن أنّ استقصاء ما هناك من الأسرار الإلهيّة غير ممكن لعدم نهايته قال تعالى «قُلْ لَوْ كٰانَ الْبَحْرُ مِدٰاداً لِكَلِمٰاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمٰاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنٰا بِمِثْلِهِ مَدَداً» 2و قال عليّ عليه السّلام:لو شئت لأوفرت سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب،فمن لم يتفهمّ معاني القرآن في تلاوته و سماعه و لو في أدنى المراتب دخل في قوله تعالى «أُولٰئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللّٰهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمىٰ أَبْصٰارَهُمْ أَ فَلاٰ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلىٰ قُلُوبٍ أَقْفٰالُهٰا» 3و تلك الأقفال هي الموانع الّتي سنذكرها.السادس التخلّي عن موانع الفهم فإنّ أكثر الناس منعوا من فهم القرآن لأسباب و حجب استدّلها الشيطان على قلوبهم فحجبت عن عجائب أسراره قال صلى اللّه عليه و آله:لو لا أنّ الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لتنظروا إلى الملكوت،و معاني القرآن و أسراره من جملة الملكوت و الحجب المانعة.

أوّلها الاشتغال بتحقيق الحروف و إخراجها و الشدق بها عن ملاحظة المعنى،و قيل:إنّ

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست