responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 213

المتولّى لحفظ ذلك شيطان و كلّ بالقرّاء ليصرف عن معاني كلام اللّه فلا يزال يحملهم على ترديد الحرف و يحيل إليهم أنّه لم يخرج من مخرجه فيكون تأملّه مقصور على مخارج الحروف:فمتى تنكشف له المعاني،و أعظم ضحكة للشيطان من كان مطيعا لمثل هذا التلبيس، و ثانيها أن يقلّد مذهبا سمعه و تفسيرا ظاهرا نقل إليه عن ابن عبّاس أو مجاهد أو غيرهما فيحمل على التعصّب له من غير علم فيصير نظره موقوفا على مسموعه حتّى لو لاح له بعض الأسرار حمل عليه شيطان التقليد جهله،و لم يسوّغ له مخالفة آبائه و معلميّه في ترك ما هو عليه من الاعتقاد،و إلى مثل هذا أشارت الصوفيّة بقولهم:العلم حجاب،و عنوا بالعلم العقائد الّتي استمرّ عليها أكثر الناس بالتعليم و التقليد أو بمجرّد كلمات جدليّة حرّرها المتعصبّون للمذاهب و ألقوها إليهم لا العلم الحقيقيّ الّذي هو المشاهدة بأنوار البصيرة،ثمّ ذلك التقليد قد يكون باطلا كمن يحمل الاستواء على العرش على ظاهره فإن خطر له في القدّوس أنّه المقدّس عن كلّ ما يجوز على خلقه لم يمكنه تقليده من استقرار ذلك الخاطر في نفسه حتّى ينساق إلى كشف ثان و ثالث،و لكن يتسارع إلى دفع ذلك عن خاطره و يجعله وسوسة،و قد يكون حقّا و يكون أيضا مانعا من الفهم لأنّ الحقّ الّذي كلّف الخلق طلبه له مراتب و درجات و ظاهر و باطن فجمود الطبع على ظاهره يمنع من الوصول إلى الباطن،فإن قلت:كيف يجوز أن يتجاوز الإنسان المسموع و قد قال صلى اللّه عليه و آله:

من فسّر القرآن برأيه فليتبوّأ مقعده من النار،و في النهي عن ذلك آثار كثيرة،قلت:

الجواب عنه من وجوه:الأوّل أنّه معارض بقوله صلى اللّه عليه و آله:إنّ للقرآن ظهرا و بطنا و حدّا و مطلعا،و بقوله عليّ عليه السّلام:إلاّ أن يؤتى اللّه عبدا فهما في القرآن،و لو لم يكن سوى الترجمة المنقولة فما فائدة ذلك الفهم،الثاني أنّه لو لم يكن غير المنقول لاشترط أن يكون مسموعا من رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و ذلك ممّا لا يصادف إلاّ في بعض القرآن،و أمّا ما بقوله ابن عبّاس و ابن مسعود و غيرها من أنفسهم فينبغي أن لا يقبل و يقال هو تفسير بالرأى.الثالث أنّ الصحابة و المفسّرين اختلفوا في تفسير بعض الآيات فقالوا فيها أقاويل مختلفة لا يمكن الجمع بينها،و سماع ذلك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله محال فكيف يكون الكلّ مسموعا.الرابع أنّه عليه السّلام دعا لابن عبّاس فقال:اللهمّ فقّهه في الدين،و علّمه التأويل فإن كان التأويل

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 213
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست