responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 211

«كَثِيراً» » 1و قال «وَ رَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً» تمكّن الإنسان من تدبّر الباطن و قال صلى اللّه عليه و آله:

لا خير في عبادة لا فقه فيها،و لا في قراءة لا تدبّر فيها،و إذا لم يمكن التدبّر إلاّ بالترديد فليردّد قال أبو ذر:قام رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله ليلة يردّد قوله تعالى «إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبٰادُكَ وَ إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ» 2الخامس التفهّم و هو أن يستوضح من كلّ آية ما يليق بها إذ القرآن يشتمل على ذكر صفات اللّه تعالى و أفعاله و أحوال أنبيائه و المكذّبين لهم و أحوال ملائكته و ذكر أوامره و زواجره و ذكر الجنّة و النار و الوعد و الوعيد،فليتأمّل معاني هذه الأسماء و الصفات لتنكشف له أسرارها فتحتها دفائن الأسرار و كنوز الحقائق و إلى ذلك أشار عليّ عليه السلام بقوله ما أسرّ إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله شيئا كتمه عن الناس إلاّ أن يؤتى اللّه عبدا فهما في كتابه فليكن حريصا في طلب ذلك الفهم،و قال ابن مسعود:من أراد علم الأوّلين و الآخرين فعليه بالقرآن،و اعلم أنّ أعظم علوم القرآن تحت أسماء اللّه تعالى و صفاته و لم يدرك الخلق منها إلاّ بقدر أفهامهم و إليه الإشارة بقوله «أَنْزَلَ مِنَ السَّمٰاءِ مٰاءً فَسٰالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهٰا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رٰابِياً» 3فالماء هو العلم أنزله من سماء جوده أودية القلوب كلّ على حسب استعداده و إمكانه و إن كان وراء ما أدركوه أطوار اخرى لم يقفوا عليها،و كنوز لم يعثروا على أغوارها أمّا أفعاله تعالى و ما أشار إليه من خلق السماوات و الأرض و غيرها فالّذي ينبغي أن يفهم التالي منها و هو صفات اللّه و جلاله لاستلزام الفعل الفاعل فيستدلّ بعظمة فعله على عظمته ليلاحظ بالأخرة الفاعل دون الفعل فيقرأ في المقام الأوّل« «هٰذٰا خَلْقُ اللّٰهِ فَأَرُونِي مٰا ذٰا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ» » 4و يقرأ في المقام الثاني « «كُلُّ شَيْءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ» »فمن عرف الحقّ رآه في كلّ شيء،و من بلغ إلى حدّ العرفان عن درجة الاعتبار لم ير معه غيره فإذا تلا قوله «أَ فَرَأَيْتُمْ مٰا تُمْنُونَ» - «أَ فَرَأَيْتُمُ الْمٰاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ» «أَ فَرَأَيْتُمُ النّٰارَ الَّتِي تُورُونَ» فلا ينبعي أن يقصّر نظره على النطفة و الماء و النار بل ينظر في المني و هو نطفة،ثمّ في كيفيّة انقسامها إلى اللحم و العظم و العصب و العروق و غيرها،ثمّ

نام کتاب : شرح نهج البلاغه ابن ميثم نویسنده : البحراني، ابن ميثم    جلد : 1  صفحه : 211
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست