و
الجزائيات، من القضاء و الحدود و القصاص و الديات. و ستعرف بعض هذه الفروع في خلال
البحث عن هذه القاعدة.
ثالثتها:
دخلها في حجّية الخبر من جهة الصدور؛ نظرا إلى إناطة حجّية الرواية بصدورها عن
المعصوم عليه السّلام على غير وجه التقية.
دفع
اتّهام المداهنة و المصانعة
ثالثتها:
ما يرتفع من المشاكل و النوائب بالبحث و دراسة هذه القاعدة؛ و ذلك لأنّ جهل
المؤمنين بموارد هذه القاعدة و شرائطها قد أوجب سوء ظنّهم بالعلماء و اتّهامهم
بالمداهنة و المصانعة مع الطواغيت و الظالمين. و هذه عويصة و مشكلة ابتلي بها كثير
من علمائنا في حكومة الطواغيت و لا يزالون مبتلين بهذه النائبة في طي القرون
المتمادية، بل لم يكن أئمّتنا المعصومون عليهم السّلام مستثنين منها.
بل
كانوا قد يتّهمون بالمداهنة و ترك الوظيفة من جانب خواصّ أصحابهم، كما يشهد لذلك
معتبرة سدير الصيرفي قال: «دخلت على أبي عبد اللّه عليه السّلام و قلت له: و اللّه
ما يسعك القعود. فقال: و لم يا سدير؟ قلت لكثرة مواليك و شيعتك و أنصارك. و اللّه
لو كان لأمير المؤمنين عليه السّلام ما لك من الشيعة و الأنصار و الموالي ما طمع
فيه تيم و لا عدي. فقال: يا سدير! و كم عسى أن يكونوا. قلت: مائة ألف. قال عليه
السّلام: مأئة ألف؟ قلت: نعم و مأتي ألف. قال عليه السّلام: مأتي ألف؟
قلت:
نعم و نصف الدنيا. قال: فسكت عنّي ثمّ ... نظر إلى غلام يرعى جداء. فقال عليه
السّلام: و اللّه يا سدير! لو كان لي شيعة بعدد هذه الجداء ما وسعني القعود و
نزلنا و صلّينا، فلمّا فرغنا من الصلاة.