قبل
الورود في البحث عن مفاد هذه القاعدة، ينبغي أن يعلم أنّه لا طائل تحت البحث عن
أصل لفظ الامتنان و الفحص عن جذره اللغوي. و ذلك لأنّ هذه القاعدة من القواعد
الأصولية الّتي لها جذر في السيرة العقلائية المحاورية، و لم ترد بلفظها و متنها
في نصّ شرعي حتّى تترتّب الثمرة على البحث عن لفظه.
فلا
ينبغي البحث عن لفظ الامتنان في تنقيح مفادها. فلا بدّ في تنقيح مفادها من الرجوع
إلى كلمات الفقهاء و الاصوليّين و ملاحظة مجموع تعابيرهم و تعاريفهم.
إذا
عرفت ذلك، نقول في تنقيح مفاد هذه القاعدة: إنّ اللّه تعالى لأجل لطفه بالعباد،
خلق لهم ما في الأرض جميعا و رزقهم من الطيّبات، كما قال تعالى:
هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً.[1]
و
من هنا يسّر عليهم الدين و سهّل عليهم الشريعة، و أعلنهم عدم مشروعية أيّ حكم موجب
للعسر و الحرج و الضرر، كما قال تعالى: ما جَعَلَ عَلَيْكُمْ
فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ،
يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَ لا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ و
قال صلّى اللّه عليه و آله: «لا ضرر و لا ضرار في