ما يعتبر في
الصلاة الصحيحة من الأجزاء و الشرائط. و جعل القسم الثاني من الصلاة معهم ابتداء
بنية الفرادى جائزة مشروعة أيضا. و قد نفى اعتبار عدم المندوحة في مشروعيتها بعد
نقل كلمات الأصحاب في ذلك. بخلاف القسم الثالث فلا يجزي مطلقا؛ لعدم كون ما أتى به
صلاة.
و
إليك نصّ مواضع من كلامه. قال قدّس سرّه بعد ذكر عمدة أخبار الباب:
«إذا
عرفت ذلك: فاعلم أنّ الكلام في هذه الأخبار يقع في مواضع:
الأوّل
أنّ المستفاد من جملة هذه الأخبار الدالّة على الحثّ و التأكيد على الصلاة معهم و
ما ذكر فيها من الثواب الجزيل، هو استحباب الصلاة أو وجوبها معهم على أحد وجهين:
أحدهما:
أن يصلّي في منزله لنفسه، ثمّ يخرج إلى الصلاة معهم، كما دلّ عليه جملة من هذه
الأخبار، و الظاهر أنّه الأفضل و الأولى، لما فيه من الإتيان بالصلاة المستجمعة
لشرائط الصحّة و الكمال؛ حيث إنّ الغالب مع الصلاة معهم لزوم ترك بعض الواجبات أو
المستحبّات، كما صرّح به جملة من الأخبار المذكورة.
و
ثانيهما: أن يصلّي معهم ابتداء صلاة منفردة يؤذّن و يقيم و يقرأ لنفسه مع
الإمكان».[1]
ثمّ
قال بعد نقل كلمات الأصحاب في اعتبار عدم المندوحة:
«و
بالجملة فإنّ المستفاد من الأخبار على وجه لا يقبل الإنكار عند من تأمّل فيها بعين
التحقيق و الاعتبار، أنّه يجوز الدخول معهم ابتداء و أن يصلّي معهم صلاة منفردة و
يتابع في الركوع و السجود، سواء كان له مندوحة عن الدخول أو لم تكن، و أنّه يغتفر
له ما يلزم فواته من الواجبات إذا لم يمكن الإتيان بها».[2]