و التحقيق
أنّ التمثيل بحديث النفس مبالغة؛ إذ لا يصدق القراءة مع حديث النفس، فالتصرّف في
التمثيل أولى من التصرّف في لفظ القراءة، نعم إسماع النفس الّذي هو المعتبر في
الصلاة الاخفاتيّة غير معتبر، فيكفي تقليب اللسان في مخارج الحروف و إن لم يظهر
منه صوت، و كذا في حروف الشفة و الحلق».[1]
قوله:
«لعدم القدوة، إلّا صورة»؛ أي صورة اقتداء و لا ينافيه قوله بإجزائها عن الإعادة و
القضاء، كما يأتي تصريحه بذلك. و قوله عليه السّلام: «اجعله سارية من سواري
المسجد»؛ أي اجعله اسطوانة من أساطينه و هذا التعبير ظاهر في عدم الاعتداد بصلاته،
نظير قوله عليه السّلام: «ما هم عندي إلّا بمنزلة الجدر».
«و
من هذه الرواية و غيرها يعلم عدم وجوب الإعادة لهذه الصلاة و إن أخلّ ببعض
واجباتها للتقية. نعم الظاهر اعتبار عدم المندوحة، كما يظهر من غيرها من الأخبار».[3]
و
كلامه هذا صريح بإجزاء الصلاة خلف المخالفين مع الإخلال ببعض شرائط الجماعة و واجباتها.
كلام
السيّد الإمام الخميني قدّس سرّه
و
منهم السيّد الإمام الخميني قدّس سرّه[4]:
فإنّه استظهر من النصوص الواردة في المقام صحّة الصلاة معهم و إجزائها عن الإعادة
و القضاء، و حمل ما امر فيه بالإتيان بالفريضة قبل الصلاة معهم أو بعدها على
الاستحباب؛ حملا للظاهر في الوجوب على الاستحباب؛