فالتحقيق:
أنّ الاشتراك بين الثلاثي المجرّد و بين المزيد منه معنوي، بل الثاني يتفرّع عن
الأوّل تبعاً؛ لاشتقاقه منه لفظاً.
و
أمّا استعمال لفظ «الوصيّة» و سائر مشتقّاته في لسان الكتاب و السنّة بمعنى العهد
الخاصّ لا ينافي ما قلنا. كما أنّ الأمر كذلك في كثير من اللغات الاخر المشتقّة
المستعملة في الكتاب و السنّة في غير معناه الأصلي.
و
على أيّ حالٍ فالحاصل: أنّ لفظ «الوصيّة» في أصل اللغة مشتقّة من «وصى، يصي» بمعنى
الوصل، و أنّه اسم مصدر للإيصاء؛ و ذلك بدليل قوله تعالى:
«وَصِيَّةٍ
يُوصِي بِها» و «وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِها» و
«وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِها»[1].
و
لكن الإيصاء و التوصية مصدران للثلاثي المزيد، و إنّ أصلهما هو الثلاثي المجرّد من
«وَصِيَ، يصي».
هذا
في اللغة.
و
أمّا في عرف المتشرّعة: فمعناه هو العهد الخاصّ المتعلّق بما بعد الموت.
و
نشأ هذا الارتكاز في أذهانهم من استعمال لفظ «الوصيّة» في الكتاب[2]
و السنّة.
و
إنّ إرادة هذا المعنى في لسان الآيات و الروايات معلومة بقرينة السياق، و لم يشكّ
أحدٌ في ذلك.