القرآن و
نفس السنة الآمرة بالرجوع إليه و عرض الأخبار عليه. فلا يبقى للرجوع إليه و
الاستمداد منه في تفسير القرآن، إلّا نفس القرآن»[1].
توضيح
هذه الفقرة من كلامه:
أنّ
تفسير القرآن تارة: بالرأي و هو تبيين المراد من الآية القرآنية برجوع المفسر إلى
رأي نفسه و ما يفهمه بمعونة القواعد العربية و الوجوه العقلية و الذوق العرفي، من
غير رجوع إلى ساير الآيات.
و
اخرى: بالرجوع إلى ساير الآيات القرآنية و الاستمداد منها في فهم معنى الآية التي
يريد تفسيرها.
و
ثالثة: بالاستمداد من النصوص و الروايات الواردة عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله
و الأئمة المعصومين عليهم السلام.
و
لبّ مراد هذا العلم: أنّ الأوّل ممنوع و من قبيل التفسير بالرأي المنهي عنه.
و الثالث
غير صالح للاستناد إليه و الاستمداد منه في تفسير القرآن و فهم المراد من آياته و
تبيين المقصود منها. و ذلك بدليل أدلّة حجية ظواهر القرآن و ما دلّ- من الآيات و
نصوص العرض- على استقلاله في تبيين نفسه. فبالمآل يتعين المستند الصالح لتفسير
القرآن به في نفس القرآن، و استنتج من ذلك عدم جواز تفسير القرآن بالنصوص و
الروايات الواردة عن النبيّ و الأئمّة عليهم السلام.
و
قد أجاب عن إشكال دلالة آية وَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ
الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ما نُزِّلَ إِلَيْهِمْ[2]
على احتياج القرآن إلى تفسير النبي صلّى اللّه عليه و آله و تبيينه، بما حاصله:
أنّ هذا التبيين من قبيل تبيين المعلّم للتلامذة. فإنّ التلميذ بعد التعلّم يتمكن
من فهم متن الكتاب. و يشهد لذلك قوله: وَ يُعَلِّمُهُمُ الْكِتابَ وَ
الْحِكْمَةَ[3]؛
حيث دلّت هذه الآية على أنّ شأن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله التعليم. فليس معنى
قوله تعالى: لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ ايجاد