الخالق و
أوصافه الجمالية، و الجلالية. و كل ذلك لهداية البشر إلى معرفة خالقه، خالق
السماوات و الأرضين و ربّ العالمين، حتى يهتدوا بذلك إلى سبل الرّشاد و الكمال و
الفلاح؛ لكي يعبدوا اللّه على بصيرة و معرفة؛ لأنّه الهدف الغائي من الرسالة و
الغرض الأصلي من الخلقة، كما قال تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍ
أَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي[1]، و قوله تعالى: ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا
لِيَعْبُدُونِ[2]، و قد فسّر في النص بمعرفة اللّه؛ كما رواه
الصدوق باسناده إلى أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «خرج الحسين بن علي أصحابه،
فقال عليه السلام: أيها الناس إنّ اللّه عزّ و جلّ ما خلق العباد، إلّا ليعرفوه،
فاذا عرفوه عبدوه ... الحديث»[3].
العلوم
التجربية- و هي حصيلة البحوث و التجارب البشرية بالتحقيق العلمي في عجايب خلق
اللّه و بدائع صنعه تعالى- لا تصيب دائما، بل تخطئ كثيرا. و كفى لذلك شاهدا، ما
وقع من الاختلاف في آراء علمائها القديمة و الجديدة، بل انكشف بطلان رأي كثير منهم
إلى عصرنا الحاضر. و لكن مع ذلك يصيب كثير من النظريات العلمية التجربية، بل
أكثرها. و يشهد لاصابتها الاكتشافات الكثيرة- في مختلف شئون حياة البشر- المبتنية
على الآراء و الفرضيات التي هي مباني هذه العلوم.
و
يمكن الاستنتاج ممّا قلناه أنّه: ينبغي ابتناء التفسير العلمي على أساس نظريات
علمية ثابتة بالوجدان بأن تصل إلى منصّة التحقيق العيني بصورة الاكتشافات
الاختراعات المترتّبة عليها الآثار الخارجية.
و
أما ما لم يصل منها إلى هذا الحد لا ينبغي الاتكال عليه في التفسير العلمي؛ لكونه
في معرض التغيّر و البطلان، سواء كان غير قابل للتحقق العيني باقتضاء