قان اللَّه (تعالى) و إن يصدق عباده الوعد، كما قال: «و لقد صدقكم اللَّه
وعده ...»،[1] و «و قالوا الحمد اللَّه الذي صدقنا وعده»،[2] إلّاأنّ مادّة (آمن،
يؤمن، مؤمن) ليست بمعنى صدق الوعد، بل بمعنى التصديق. فليس
المؤمن بمعنى صادق الوعد، و من هنا يتضح عدم صحة ما يظهر من
ابن الأثير في النهاية.
و عليه فمقتضى التحقيق أن لفظ المؤمن إذا وُصف به اللَّه (تعالى)
يكون بمعنى من يوجد الأمن و يعطى البراءة و الأمان من العذاب
للمؤمنين و يزيل الخوف و الاضطراب عنهم و ينزل السكينة و
الطمأنينة في قلوبهم. و يشهد لما قلناه ما رواه الصدوق عن
الصادق عليه السلام: «سُمّى الباري عزّ و جلّ مؤمناً؛ لأنّه يؤمن من عذابه من
أطاعه ...».[3]
[1]-/ آل عمران: 152.
[2] -/ الزمر: 74
[3] -/ التوحيد: ص 205.