العقول، من عجائب قدرته».[1]
المُقَل (بضم الميم و فتخ القاف): جمع مقلة، و هي شحمة العين التي
تجمع البياض و السواد. و المقصود مُخُّ العقول و لبُّها.
الثانى: الفطرة
كل انسان عند ما واجه الشدائد و ابتُلي بالمشاكل الصعبة و انقطعت
يده عن أيّ مخلص طبيعى و أيّ مستمسك مادّى، يجد من عمق قلبه و
صميم ذاته ميلًا انجذاباً إلى قدرة قاهر فائقة على جميع العلل و الأسباب
المادية و يترقب الفلاح و النجاة من ذلك القادر المطلق و إن يغرق في
ورطة الغفلة بعد ما ارتفعت الشدة و هدأت الأوضاع.
و قد أشير إلى هذه الواقعية في كثير من الآيات القرآنية، و نكتفى
منها بذكر قوله (تعالى): «هو الذي يُسيِّركم في البر و البحر حتى إذا كنتم في
الفلك و جرين بهم بريح طيبة و فرحوا بها جائتها ريح عاصف و جاءهم الموج
من كل مكان و طنوا أنّهم احيط بهم دعواللَّه مخلصين له الدين لئن انجيتنا من
هذه لنكونن من الشاكرين* فلما انجيهم إذا هم يبغون فى الأرض بغير
الحق».[2]
الثالث: معطى الكمال واجدٌ له
و مما يمكن الاستدلال به على قدرته (تعالى) أنّه خلق الانسان و كل
[1] -/ نهج البلاغة: الخطبة 195.
[2] -/ يونس: 22 و 23.