دلائل قدرته
يمكن الاستدلال على قدرته (تعالى) بأمور:
الأوّل: دلالة عجايب الخلقة و ظرائف الصُنع.
إنّ التامّل في عالم التكوين بما فيه من الإحكام و إتقان الصنع و
التفكّر في ظرائف الخلقة وبدايع الوجود و ما يوجد في أنحاء
الموجودات من الارتباط و الانسجام، يقضى أنّ لها فاعل قادر و صانع
قوىٌّ. و ذلك لحكم العقل باستحالة حدوث هذه الموجودات بمالها من
الكثرة و الانسجام من غير فاعل قادر و صانع قوىٍّ حكيم.
فيستدل بعجائب خلقه و ظرائف صنعه على قدرته المطلقة بطريق
الإنّ.
و قد أشير إلى هذا البرهان في نصوص كثيرة.
منها: قول أمير المؤمنين على عليه السلام: «و أرانا من ملكوت قدرته و عجائب
مانطقت به آثار حكمته ..».[1] و قوله عليه السلام: «و أقام من شواهد البينات على
لطيف صنعته و عظيم قدرته، ما انقادت له العقول معرفة به و مسلّمةً له».[2]
و قوله عليه السلام: «الحمد للَّهالذي أظهر من آثار سلطانه و جلال كبريائه ما حيّر مُقَلَ
[1]-/ نهج البلاغة: الخطبة 87.
[2]-/ نهج البلاغة: الخطبة 165.