الباطن بالصمدية.
و منها: أنّ الواو مقحمة، أي زائدة، و أنّ المعنى: هو الأوّل الآخر
الظاهر الباطن؛ لأنّ كلّ من كان أوّلًا- ممّا سواه- لا يكون آخراً، و من
كان من غيره ظاهراً لا يكون باطناً.
هذه هي عمدة الوجوه المذكورة في تفسير هذه الأوصاف. و نقل في
تفسيرها أقوال أخرى غير وجيهة أعرضنا عن ذكرها.
و البيان الجامع للكلّ أنّ اللَّه (تعالى) إذا ثبت أنّه محيط و عليمٌ بكلّ شيءٍ
و أنّه على كل شي قدير، يكون معنى ذلك أنّه لا شي خارج عن إحاطته و
علمه و قدرته المطلقة، لا أولًا و لا آخراً و لا ظاهراً و لا باطناً و لا من أيّة
جهة أخرى، و إلّالخرجت الأوصاف الثلاثة- أي المحيط و العليم و
القدير- عن كونها مطلقةً، فيكون حينئذٍ أوصافاً نسبية كأصاف
المخلوقات.
و بهذا البيان يتضح أوّلًا: وجه ابتناء كونه الأوّل و الآخر و الظاهر و
الباطن على قدرته المطلقة و علمه و إحاطته بكل شىءٍ.
و ثانياً: رجوع كل ما ذُكِر من الأقوال في تفسير الأوصاف المزبورة
إلى هذا البيان، و أنّه أساس جميع هذه الأقوال. و أنّ كلّ هذه الوجوه من
مظاهر علمه و قدرته و إحاطته المطلقة. و بذلك أيضاً يجمع بين الأقوال.