الأوّل و الآخر و الباطن و الظاهر
اختلف آراءُ المفسرين في تفسير هذه الصفات. و قد أشار إلى عمدتها
في مجمع البيان و نكتفي بذكر أهمّها.
منها: أنّه أوّل الموجودات بما لا ينتهي من تقدير الأوقات، و آخر
الموجودات، الباقي بعد فناء كلها، فهو قبل كلّ شيءٍ بلا ابتداءٍ. و بعد كل
شي بلا انتهاءٍ. و هو الظاهر: أي الغالب العالي على كلّ شيءٍ. فكل شيءٍ
دونه و مغلوب قهره و قدرته و محكوم سلطته و هو الباطن أي العالم
بكل شيءٍ.
و منها: أنّه الظاهر بالأدلة و الشواهد و الباطن الخبير بكل شي.
و منها: أنّه الظاهر بآياته و أدلّته و الباطن المخفي من حواسّ خلقه.
و منها: الأوّل بلا ابتداءٍ و الآخر بلا انتهاءٍ، و الظاهر بلا اقتراب و
الباطن بلا احتجاب.
و منها: الأوّل بالخلق و الآخر بالرزق بلحاظ تأخّر الرزق عن أصل
الخلقة رتبةً، بل زماناً. و الظاهر بالاحياء و الباطن بالاماتة.
و منها: أنّه الذي أوّل الأوّل و أخّر الآخر، و أظهر الظاهر و أبطن
الباطن.
و منها: أنّه الأوّل بالأزلية و الآخر بالأبدية، و الظاهر بالأحدية و