نظرة إلى روايات أهل البيت عليهم السلام
روى الكليني بسنده الصحيح عن ابن أبي يعفور قال: «سألت
أباعبداللَّه عليه السلام عن قول اللَّه (عزّوجلّ): «هو الأوّل و الآخر»، و قلنا: أما الأوّل فقد
عرفناه، و أما الآخر فبيِّنْ لنا تفسيره. فقال عليه السلام: أنّه ليس شيٌ إلّايبدأ، أو
يتغيّر أو يدخله التغيّر و الزوال و ينتقل من لون إلى لون و من هيئة إلى هيئية
و من صفة إلى صفة و من زيادة إلى نقصان. و من نقصان إلى زيادة، إلّاربّ
العالمين. فإنّه لم يزل و لا يزال بحالة واحدة. و هو الأوّل قبل كل شيءٍ، و هو
الآخر على مالم يزل، و لا تختلف عليه الصفات و الأسماء، كما تختلف على
غيره، مثل الانسان الذي يكون تراباً مرّةً و مرّةً لحماً. و دماً و مرّةً رفاة و رميماً
و كالبُسر الذي يكون مرّة بُلحاً[1] و مرة بُسراً و مرّةً رطباً و مرّة تمراً، فتتبدّل
عليه الأسماء و الصفات، واللَّه عزّوجلّ بخلاف ذلك».[2]
و في حديث عن الرضا عليه السلام: «و أما الظاهر فليس من أجل أنّه علا الأشياء
بركوب فوقها و قعود عليها و تسنّم لذُراها،[3] و لكن ذلك لقهره و لغلبته
الأشياء و قدرته عليها، كقول الرَّجل: ظهرت على أعدائي و أظهرني اللَّه على
[1] -/ قال الجوهري: البُسر: أوّله طلع ثم خلال، ثم بلح، ثم بسر، ثم رُطب، ثم تمر.
[2] -/ تفسير نور الثقلين: ج 5، ص 231، ح 7.
[3] / أي علوٍّ لأعاليها.