لإرادة اللَّه
و في المقام تفاسير أخرى لارادة اللَّه ففُسِّرت
تارة: بابتهاج ذات الباري بفعله و رضاه به. و
أخرى: باعمال القدرة بلا توسيط مقدمة، كما عن السيد الخوئي،[1] و
عليه حَمَلَ قوله (تعالى): «و إنّما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون».
و ثالثة: باختياره الذاتي، فجعلها هذا القائل من صفات الذات و أتعب
نفسه في دفع الاشكالات الواردة عليه.[2]
و لكن لايمكن الالتزام بشيءٍ من هذه الأقوال الثلاثة؛ لأنّ القول الأول
لايرجع إلى محصل، مع أنّ الابتهاج و النشاط من الصفات الانفعالية
المختصّة بالبشر.
و أما القول الثاني: فان كان المقصود أنّ الارادة صفة منتزعة من
مقام الفعل فهو، و إلّافلو كان مقصوده أنّ إعمال القدرة نفس الفعل يلزم
منه كون الارادة عين الفعل، و هو خلاف ما نجده في ارتكازنا من تغاير
مفهوم الارادة و الفعل. فان الفعل هو متعلق الارادة و هو المراد، و من
الواضح أنّ الارادة غير المراد. وإن كان المقصود أنّ إعمال القدرة صفة
[1]-/ المحاضرات: ج 2، ص 38.
[2] -/ مفاهيم القرآن: ج 6، ص 78.