الآيات إسناد الارادة إلى ذات الباري (تعالى) قبال إسناد العلم إليه. فهو
عزّوجلّ مريدٌ، كما هو عالمٌ.
و ثانياً: يلزم من تفسير الارادة بالعلم نفي صفة الارادة عن ذات
الباري، و هذا نقص، فانه (تعالى) فاعل مريدٌ مختار.
و ثالثاً: قد صُرِّح في روايات أهل البيت عليهم السلام بالفرق بين علم اللَّه و بين
مشيته و إرادته، كما في صحيح عاصم بن حميد عن أبي عبداللَّه عليه السلام قال:
«قلت: لم يزل اللَّه مريداً؟ قال عليه السلام: إنّ المريد لايكون إلّالمراد معه، لم يزل اللَّه
عالماً قادراً ثم أراد».[1]
فانّ هذه الصحيحة صريحة في عدم كون إرادة الباري (تعالى) عين
علمه، كما تدل على حدوث إرادته. و مثلها في الدلالة ما رواه بكير بن
أعين قال: «قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام: علم اللَّه و مشيئته هما مختلفان أو متفقان؟
فقال عليه السلام: العلم ليس هو المشيئة. ألاترى أنّكَ تقول سأفعل كذا إن شاء اللَّه، و لا
تقول سأفعل كذا إن عَلِمَ اللَّه. فقولك: إن شاء اللَّه دليلٌ على أنّه لم يشأ، فاذا شاء
كان الذي شاء كما شاء، و علم اللَّه سابق للمشيئة».[2]
تفاسير اخرى
[1] -/ اصول الكافي: ج 1، ص 109، ح 1.
[2] -/ الكافي: ج 2، ص 109، ح 2.