غير الفعل فلا نفهمه حتى نسمّيه بالارادة.
و أما القول الثالث: ففيه أنّ الاختيار الذاتي ليس شيئاً غير القدرة
المقتضية لكلٍّ من الفعل و الترك على السواء.
فالحق في المقام ما ذهب إليه العلامة الطباطبائي من أن إرادة
الباري (تعالى) منتزعة من مقام فعله (تعالى)، بمعنى أنّا إذا لاحظنا فعله
الاختياري بما له (تعالى) من القدرة و السلطنة المطلقة، تنتزع من مقام
فعله (تعالى) الارادة، فهي ليست إلّاقدرته و سلطنته المتعلّقة بالفعل، التي
هي عين إحداث الشي بلا توسّط أيِّ سبب آخر. و لعلّ هذا مراد من
فسّرها باعمال القدرة و صرفها. و هذا القول تشهد له الآيات و الروايات.