دون اللَّه ...»[1].
و من هذا القبيل الاخلاص في العبادة و الطاعة. بأن لا يعمل رياءً
لغيراللَّه في شيء من أفعاله و أقواله، بل في نيّاته و مقاصده. و من هنا
عبّروا عن الرياء بالشرك الخفي. بالشرك الخفي، كما قال: «فمن كان يرجو
لقاءَ ربّه فليعمل عملًا صالحاً و لايشرك بعبادة ربِّه أحداً».[2] و قال: «و ما
يؤمن أكثرهم باللَّه إلّاو هم مشركون».[3] و قد وردت الروايات في ذيل هذه
الآية أنّ الشرك هنا بمعنى الرياء في الأعمال. و قد هدَّد المرائين من
المصلين بقوله (تعالى): «فويل للمصلين ... الذين هم يرائون».[4] بل قد نفى
الايمان عن أهل الرياء بقوله (تعالى): «و الذين ينفقون أموالهم رئاءَ الناس و لا
يؤمنون باللَّه و لا باليوم الآخر».[5]
و إلى التوحيد في الطاعة يشير قوله (تعالى): «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا
اللَّه و أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم ...».[6] و لا ينافي طاعة الرسول و
[1] -/ الانعام: 56.
[2] / الكهف: 110.
[3] / يوسف: 106.
[4] -/ الماعون: 4- 6.
[5] -/ النساء: 38.
[6] -/ نساء: 59.