ثم الخنثى
يجب عليها ترك الزينتين المختصتين بكل من الرجل و المرأة
كما
صرح به جماعة لأنها يحرم عليها لباس مخالفة في الذكورة و الأنوثة و هو مردد بين
اللبسين فيجتنب عنهما مقدمة لأنهما له من قبيل المشتبهين المعلوم حرمة أحدهما و
يشكل بناء على كون مدرك الحكم حرمة التشبه بأن الظاهر من التشبه صورة علم المتشبه
(التشبيب)
المسألة
الثالثة التشبيب بالمرأة المعروفة المؤمنة المحترمة
[بيان
معنى التشبيب]
و
هو كما في جامع المقاصد ذكر محاسنها و إظهار شدة حبها بالشعر حرام على ما عن
المبسوط و جماعة كالفاضلين و الشهيدين و المحقق الثاني
[أدلة
الحرمة]
و
استدل عليه بلزوم تفضيحها و هتك حرمتها و إيذائها و إغراء الفساق بها و إدخال
النقص عليها و على أهلها و لذا لا ترضى النفوس الآبية ذوات الغيرة و الحمية أن
يذكر ذاكر عشق بعض بناتهم و أخواتهم بل البعيدات من قراباتهم.
و
الإنصاف أن هذه الوجوه لا تنهض لإثبات التحريم
مع
كونه أخص من المدعى إذ قد لا يتحقق شيء من المذكورات في التشبيب بل و أعم منه من
وجه فإن التشبيب بالزوجة قد يوجب أكثر المذكورات.
[الاستدلال
بعمومات حرمة اللهو و الباطل و الفحشاء و فحوى ما دل على حرمة ما يوجب تهييج القوة
الشهوية]
و
يمكن أن يستدل عليه بما سيجيء من عمومات حرمة اللهو و الباطل و ما دل على حرمة
الفحشاء و منافاته للعفاف المأخوذ في العدالة و فحوى ما دل على حرمة ما يوجب و لو
بعيدا تهييج القوة الشهوية بالنسبة إلى غير الحليلة مثل ما دل عن المنع عن النظر لأنه
سهم من سهام إبليس و المنع عن الخلوة بالأجنبية لأن ثالثهما الشيطان و كراهة جلوس
الرجل في مكان المرأة حتى يبرد المكان. و يرجحان التستر عن نساء أهل الذمة لأنهن
يصفن لأزواجهن و التستر عن الصبي