و
هي نقل قول الغير إلى المقول فيه كأن يقول تكلم فلان فيك بكذا و كذا قيل هي من نم
الحديث من باب قتل و ضرب أي سعى به لإيقاع فتنة أو وحشة
و
هي من الكبائر
قال
الله تعالى وَ يَقْطَعُونَ ما أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَ
يُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَ لَهُمْ سُوءُ الدَّارِ و
النمام قاطع لما أمر الله بصلته و مفسد. قيل و هو المراد بقوله تعالى
وَ الْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ. و قد تقدم في باب السحر
قوله فيما رواه في الاحتجاج من وجوه السحر: و أن من أكبر السحر النميمة بين
المتحابين و عن عقاب الأعمال عن النبي ص: من مشى في نميمة بين اثنين سلط الله عليه
في قبره نارا تحرقه و إذا خرج من قبره سلط الله عليه تنينا أسود ينهش لحمه حتى
يدخل النار. و قد استفاضت الأخبار بعدم دخول النمام الجنة و يدل على حرمتها مع
كراهة المقول عنه لإظهار القول عند المقول فيه جميع ما دل على حرمة الغيبة و
تتفاوت عقوبتها بتفاوت ما يترتب عليها من المفاسد.
و
قيل إن حد النميمة بالمعنى الأعم كشف ما يكره كشفه
سواء
كرهه المنقول عنه أم المنقول إليه أم كرهه ثالث و سواء أ كان الكشف بالقول أم
بغيره من الكتابة و الرمز و الإيماء و سواء أ كان المنقول من الأعمال أم من
الأقوال و سواء أ كان ذلك عيبا و نقصانا على المنقول عنه أم لا بل حقيقة النميمة
إفشاء السر و هتك الستر عما يكره كشفه انتهى موضع الحاجة.
[متى
تباح النميمة و متى تجب]
ثم
إنه قد يباح ذلك لبعض المصالح التي هي آكد من مفسدة إفشاء السر كما