مضافا إلى
أن ما ذكر في معنى التطريب من الصحاح و المصباح إنما هو للفعل القائم بذي الصوت لا
الإطراب القائم بالصوت و هو المأخوذ في تعريف الغناء عند المشهور دون فعل الشخص ف
يمكن أن يكون معنى تطريب الشخص في صوته إيجاد سبب الطرب بمعنى الخفة بمد الصوت و
تحسينه و ترجيعه كما أن تفريح الشخص إيجاد سبب الفرح بفعل ما يوجبه فلا ينافي ذلك
ما ذكر ما معنى الطرب. و كذا ما في القاموس من قوله ما طرب به يعني ما أوجد به
الطرب
مع
أنه لا مجال لتوهم كون التطريب بمادته بمعنى التحسين و الترجيع
إذ
لم يتوهم أحد كون الطرب بمعنى الحسن و الرجوع أو كون التطريب هو نفس المد فليست
هذه الأمور إلا أسبابا للطرب يراد إيجاده من فعل هذه الأسباب. هذا كله مضافا إلى
عدم إمكان إرادة ما ذكر من المد و التحسين و الترجيع من المطرب في قول الأكثر إن
الغناء مد الصوت المشتمل على الترجيع المطرب كما لا يخفى مع أن مجرد المد و
الترجيع و التحسين لا يوجب الحرمة قطعا لما مر و سيجيء فتبين من جميع ما ذكرنا أن
المتعين حمل المطرب في تعريف الأكثر للغناء على الطرب بمعنى الخفة. و توجيه كلامهم
بإرادة ما يقتضي الطرب و يعرض له بحسب وضع نوع ذلك الترجيع و إن لم يطرب شخصه
لمانع من غلظة الصوت و مج الإسماع له. و لقد أجاد في الصحاح حيث فسر الغناء
بالسماع و هو المعروف عند أهل العرف و قد تقدم في رواية محمد بن أبي عباد المستهتر
بالسماع.
[المتحصل
من الأدلة حرمة الصوت المرجع فيه على سبيل اللهو]
و
كيف كان فالمحصل من الأدلة المتقدمة حرمة الصوت المرجع فيه على سبيل اللهو فإن
اللهو كما يكون بآلة من غير صوت كضرب الأوتار و نحوه و بالصوت في الآلة كالمزمار و
القصب و نحوهما فقد يكون بالصوت المجرد فكل صوت