عن طبيب
العيون فيقال لك: هو (جابر) فتريد أن تركز اسمه في ذاكرتك و تجعل نفسك تستحضره متى
أردت فتحاول أن تقرن بينه و بين شيء قريب من ذهنك فتقول مثلا: أنا بالأمس قرأت
كتابا أخذ من نفسي مأخذا كبيرا اسم مؤلفه جابر فلأتذكر دائما أن اسم طبيب العيون
هو اسم صاحب ذلك الكتاب. و هكذا توجد عن هذا الطريق ارتباطا خاصا بين صاحب الكتاب
و الطبيب جابر، و بعد ذلك تصبح قادرا على استذكار اسم الطبيب متى تصورت ذلك
الكتاب.
و
هذه الطريقة في ايجاد الارتباط لا تختلف جوهريا عن اتخاذ الوضع كوسيلة لايجاد
العلاقة اللغوية.
و
على هذا الأساس نعرف ان من نتائج الوضع انسباق المعنى الموضوع له و تبادره إلى
الذهن بمجرّد سماع اللفظ بسبب تلك العلاقة التي يحققها الوضع و من هنا يمكن
الاستدلال على الوضع بالتبادر و جعله علامة على ان المعنى المتبادر هو المعنى
الموضوع له لان المعلول يكشف عن العلة كشفا إنيا و لهذا عدّ التبادر من علامات
الحقيقة.
ما
هو الاستعمال؟
بعد
أن يوضع اللفظ لمعنى يصبح تصور اللفظ سببا لتصور المعنى، و يأتي عندئذ دور
الاستفادة من هذه العلاقة اللغوية التي قامت بينهما فإذا كنت تريد أن تعبّر عن ذلك
لشخص آخر و تجعله يتصوره في ذهنه فبإمكانك ان تنطق بذلك اللفظ الذي أصبح سببا
لتصور المعنى، و حين يسمعه صاحبك ينتقل ذهنه إلى معناه بحكم علاقة السببية بينهما
و يسمى استخدامك اللفظ بقصد إخطار معناه في ذهن السامع