responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 79

علاقة بينهما، فمتى تصور ذلك البلد انتقل ذهنه إلى تصور الملاريا. و إذا درسنا على هذا الاساس علاقة السببية بين اللفظ و المعنى زالت المشكلة، إذ نستطيع أن نفسر هذه العلاقة بوصفها نتيجة لاقتران تصور المعنى بتصور اللفظ بصورة متكررة أو في ظرف مؤثر، الأمر الذي أدى إلى قيام علاقة بينهما كما وقع في الحالات المشار إليها.

و يبقى علينا بعد هذا ان نتساءل: كيف اقترن تصور اللفظ بمعنى خاص مرارا كثيرة أو في ظرف مؤثر فأنتج قيام العلاقة اللغوية بينهما؟.

و الجواب على هذا السؤال: ان بعض الألفاظ اقترنت بمعان معينة مرارا عديدة بصورة تلقائية فنشأت بينهما العلاقة اللغوية. و قد يكون من هذا القبيل كلمة (آه) إذ كانت تخرج من فم الانسان بطبيعته كلما أحس بالألم، فارتبطت كلمة (آه) في ذهنه بفكرة الألم، فأصبح كلما سمع كلمة (آه) انتقل ذهنه إلى فكرة الألم.

و من المحتمل أن الانسان قبل أن توجد لديه أيّ لغة قد استرعى انتباهه هذه العلاقات التي قامت بين الألفاظ من قبيل (آه) و معانيها نتيجة لاقتران تلقائي بينهما، و أخذ ينشئ على منوالها علاقات جديدة بين الألفاظ و المعاني. و بعض الألفاظ قرنت بالمعنى في عملية واعية مقصودة لكي تقوم بينهما علاقة سببية. و أحسن نموذج لذلك الأعلام الشخصية فأنت حين تريد أن تسمي ابنك عليا تقرن اسم عليّ بالوليد الجديد لكي تنشئ بينهما علاقة لغوية و يصبح اسم عليّ دالا على وليدك. و يسمى عملك هذا «وضعا» فالوضع هو عملية تقرن بها لفظا بمعنى نتيجتها أن يقفز الذهن إلى المعنى عند تصور اللفظ دائما.

و نستطيع ان نشبه الوضع على هذا الاساس بما تصنعه حين تسأل‌

نام کتاب : دروس في علم الأصول نویسنده : الصدر، السيد محمد باقر    جلد : 1  صفحه : 79
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست