responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 94

يقول بهذه المقالة. إن قلت: على هذا تكون الماهية كالحيوانية والناطقية والانسانية أموراً معدومة فلا يصح تركب القضية الموجبة منها بأن يقال: الانسان حيوان أو زيد انسان. قلنا: هي موجودة بوجود منشأ انتزاعها نظير وجود الفوقية بوجود السطح. إن قلت: فعلى هذا لا توجد عندنا أجزاء عقلية إذ الجنس والفصل والنوع كلها خارجة عن قوام الأمر الخارجي ومنتزعة عنه. قلنا: نعم وإنما هو مجرد اصطلاح باعتبار انتزاعها عن نفس الذات فما كان مشتركاً فهو جنس وما كان مختصاً فهو فصل والمجموع منهما نوع. إن قلت: فما الفرق حينئذ بين الماهيات البسيطة كالواجب تعالى والعقول والنفوس والمركّبة المادية كالانسان وغيره إذا كانت جميع الموجودات الخارجية ماهياتها هويات بسيطة لا تركب فيها وهذا بخلاف ما إذا كان الطبيعي موجوداً في الخارج فانَّ الماهيات المادية المركبة يكون في الخارج لها أجزاء متعددة وإن كان لها وجود واحد إلا انَّ الموجود كان متعدداً. قلنا: انَّ الفرق بينهما انَّ العقل ينتزع من الماهيات المركبة صور مختلفة ومن الماهيات البسيطة صورة واحدة. إن قلت: كيف ينتزع العقل الصور المختلفة كالحيوانية والناطقية من ذات الهوية البسيطة الغير المركبة وكيف يتصور مطابقة المفاهيم المختلفة لذات الأمر الواحد البسيط في الخارج فلا بد من القول: بأن الهوية الخارجية في مرتبة ذاتها مركبة من صور متغايرة ليصحّ انتزاع الكليات كالحيوان والناطق منها قلنا: هذا منقوض بذات الواجب تعالى مع انَّ الانتزاع انَّما كان من جهة تعدد آثار نفس الذات. إن قلت: لو كان الأمر كذلك لم يكن زيد في حد ذاته انساناً ولا حيواناً ولا ناطقاً لأن الشي‌ء في حد ذاته ليس إلا هو وقد كان زيد في حد ذاته هوية بسيطة لا تركيب فيها من تلك المفاهيم ولازم ذلك أن يكون اتصافه بتلك المفاهيم الكلية محتاجاً إلى العلة كما هو شأن الاتصاف بسائر اللواحق بالذات كالبياض والطول (فزيد) كما يحتاج إلى جاعل يجعله أبيضاً طويلًا يحتاج إلى جاعل يجعله انساناً إذ المفروض انَّ (زيد) في حد ذاته غير الانسان وقد اشتهر فيما بينهم انَّ الذاتي كالنوع والجنس والفصل لا يعلل. قلنا: لما كانت هذه المفاهيم الكلية منتزعة عن نفس الذات تكون كلها في مرتبة الذات فمحال سلبها عن الذات فيكون جعلها جعل الذات ووجودها وجود الذات ولا تحتاج إلى جعل آخر يتوسط بينها وبين الذات. إن قلت: انَّ الكلي الطبيعي ماهية لشخصه الخارجي وماهية الشي‌ء ما به الشي‌ء هو هو فكيف يمكن كون الشي‌ء موجوداً مع كون ما به ذلك الشي‌ء هو هو غير موجود. قلنا: لا نسلم انَّ الكلي الطبيعي هو الماهية بمعنى ما به الشي‌ء هو هو وإنما هو الماهية بمعنى ما يقع في جواب ما هو والماهية بهذا المعنى أعني ما يقع في جواب ما هو هي محط البحث في انَّها موجودة في الخارج أو منتزعة من الهوية البسيطة الخارجية. إن قلت: انَّ كون الحيوان مثلًا موجوداً أمراً ضرورياً لا يمكن انكاره. قلت: قد أجيب عن ذلك بأن الضروري انَّ الحيوان موجود بمعنى انَّ ما صدق عليه الحيوان موجود وأما انَّ الطبيعة الحيوانية موجودة فهو ممنوع فضلًا عن كونه ضرورياً. إن قلت: انَّ الشخص عبارة عن الماهية المعروضة للتشخص أو المركب منهما فإذا كانت الماهية غير موجودة في الخارج فالشخص لا يكون موجوداً في الخارج. قلنا: لا نسلم انَّ الشخص عبارة عما ذكر بل إنما هو هوية بسيطة غير الماهية والتشخص وإنما العقل ينتزعهما من هذه الهوية الخارجية البسيطة. إن قلت: عرّفوا ماهية الشي‌ء بما به الشي‌ء هو هو وعلى هذا لا تكون الماهية النوعية للأشخاص من هذا القبيل بل أمر ينتزع مما هو ماهية لها في الواقع مع أنهم حكموا بأن النوع تمام ماهية ما تحته من الأشخاص وانَّ الامتياز بينهما بالعوارض المشخصة التي لا مدخل لها في ماهيتها. قلنا: نعم ولكن الطبيعة النوعية إنما

نام کتاب : نقد الآراء المنطقية و حل مشكلاتها نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ علي (ابن محمد رضا)    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست