responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 18

الإصطلاحي مأخوذ من المعنى اللغوي فإن كل شي‌ء خلص فقد نصح.

المبحث الثالث: الفرق بين النصيحة والتأنيب والمداراة والمداهنة والتقية:

لابد من بيان بعض المفردات أو المصطلحات وتحديد الفرق بينها وبين النصيحة لمعرفة أحكامها. فالنصيحة هي إحسان إلى من تنصحه بصورة الرحمة له والشفقة عليه والغيرة له، وعليه فهي إحسان محض يصدر عن رحمة ورقة يتلطف الناصح في بذل النصيحة غاية التلطف ويحتمل أذى المنصوح ولائمته ويعامله معاملة الطبيب العالم المشفق للمريض، وهو يتحمل سوء خلقه وشراسته ونفرته ويتلطف في وصول الدواء إليه بكل ممكن فهذا شأن الناصح.

وأما (التأنيب) فهو التعبير في صورة النصيحة بقصد إهانة وذم وشتم من أنبّه فهو يقول له مثلا يا فاعل كذا وكذا يا مستحقاً للذم والإهانة في صورة ناصح مشفق، وعلامة المؤنب انه لو رأى من يحبه ويحسن إليه على مثل عمل المؤنب أو شر منه لم يعرض له ولم يقل له شيئاً ويطلب له وجوه المعاذير، فان غلب طلب له وجوه المعاذير فمثلا يقول:

الإنسان عرضت للخطأ ومحاسنه أكثر من مساويه والله غفور رحيم ونحو ذلك، ومن الفروق بين الناصح والمؤنب، ان الناصح لا يعاديك إذا لم تقبل نصيحته، ويقول: قد وقع أجري على الله قبلت أم لم تقبل، ويدعو لك بظهر الغيب ولا يذكر عيوبك ولا يبينها في الناس، والمؤنب بَعُدَ عن ذلك‌[1].

أما (المداراة) وهي بذل الدنيا لصلاح الدنيا أو الدين أو هما معاً، وهي مباحة وربما استحسنت فإن مداراة الظالم والفاسق اتقاء شرهما من باب المداراة لا التقية. قال بعض الصحابة: (إنا لنكشر في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم)[2]. وينبغي للمداري التحفظ من الكذب فإنه قل ان يخلو أحد من صفة المدح.

أما (المداهنة) فهي بذل الدين لصلاح الدنيا مثل إهانة شعائر الإسلام من‌


[1] الروح 1/ 257.

[2] البحار 75/ 401. باب 87 من أبواب العشرة حديث 42.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 18
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست