responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 19

أجل التقرب عند بعض الظلمة لتحصيل صداقته، أو من يشكر ظالماً على ظلمه ويصوره بصورة العدل، أو مبتدعاً على بدعته ويصورها بصورة الحق، والمداهنة معصية لأنها وسيلة لتكثير الظلم والباطل عند أهله‌[1]. قال الله تعالى في محكم كتابه: [وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ‌][2].

أما (التقية): فهي مجاملة الناس بما يعرفون وترك ما ينكرون حذراً من غوائلهم في أمور الدين. وقد دل كتاب الله الكريم والأحاديث الشريفة على مشروعية التقية. قال الله تعالى: [لا يَتَّخِذْ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنْ اللَّهِ فِي شَيْ‌ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً][3]. وروي عن أئمة أهل البيت (ع): (تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له))[4] و (التقية من ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له)[5].

المبحث الرابع: النصيحة في الآثار الشرعية:

إن الدين- بكسر الدال- هو دين الإسلام، ودين الإسلام النصيحة أي عماده وقوامه كما قيل: ان الحج عرفة، فالنصيحة لم تبق من الدين شيئاً، وهي كلمة يعبر بها عن جملة هي إرادة الخير للمنصوح له، ولا يمكن ان يعبر عن هذا المعنى بكلمة واحدة تجمع معناها غيرها[6].

فالنصيحة تشمل خصال الإسلام والإيمان والإحسان، ولذلك سمّي الدين النصيحة. واعتبرها بعض العارفين من علامات اليقين، وبعضهم من أركان الدين، وتطلب النصيحة عند الأبرار فان المشاركة في الإيمان يجب ان يكون أدعى شي‌ء إلى النصيحة وان تباعدت الأجناس والأماكن.

إن القرآن الكريم ذكر ان الوظيفة الأساسية لبعثة الأنبياء (ع) هي النصح‌


[1] الفروق 4/ 236، التعاريف 1/ 537، شرح الزرقاني 4/ 318، تحفة الأحوذي 6/ 113.

[2] سورة القلم، آية:( 9).

[3] سورة آل عمران، آية:( 28).

[4] أصول الكافي/ 9/ 110، باب التقية من كتاب الأيمان حديث 2.

[5] أصول الكافي/ 9/ 115، حديث 12

[6] فيض القدير/ 2/ 327، حلية الأولياء/ 10/ 192.

نام کتاب : بحوث و مقالات نویسنده : كاشف الغطاء، عباس    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست