وانتصح فلان أي قبل النصيحة. قال بعض العارفين: النصاح الخيط والمنصحة الأبرة والناصح الخائط، والخائط هو الذي يؤلف أجزاء الثوب حتى يصير قميصاً أو نحوه فينتفع به بتأليفه إياه وما ألفه إلّا لنصحه. والناصح في دين الله هو الذي يؤلف بين عباد الله وما فيه سعادتهم‌[1].

المبحث الثاني: تعريف النصيحة اصطلاحاً:

النصيحة كلمة جامعة يعبر بها عن جملة: وهي إرادة الخير للمنصوح له أو حيازة الحظ للمنصوح له. والملحوظ من تعاريف النصيحة إنها تدور حول المصلحة أو الخير أو الصلاح أو العناية للمنصوح له، وهي تقصر النصيحة تارة على المعاملة والعمل دون القول مثالها:

1- إخلاص النية من شائب الفساد في المعاملة، أو إخلاص الفاعل ضميره فيما يظهر من عمله‌[2].

2- إخلاص العمل من الغش‌[3].

3- إخلاص العمل من الفساد على الاجتهاد فيه‌[4].

وأخرى تطلق النصيحة فتشمل القول ومثالها:

1- التحري ما فيه الصلاح قولًا وفعلًا[5].

2- تعريف وجه المصلحة مع خلوص النية من شوائب المكروه‌[6].

3- إرادة الخير لغيرك مما تريد لنفسك أو النهاية في صدق العناية[7].

والصحيح هو إطلاق النصيحة على القول والفعل والمعاملة لأن المعنى‌

[1] لسان العرب 5/ 615، مختار الصحاح 1/ 276، معجم ألفاظ القرآن الكريم 2/ 718، القاموس المحيط 1/ 261 فصل النون باب الحاء، بدائع الفوائد 3/ 306، فيض القدير 3/ 556.

[2] تفسير البيان 4/ 438، مجمع البيان 3/ 29، تفسير القرطبي 2/ 227.

[3] تفسير القرطبي/ 2/ 227، مجمع البيان/ 3/ 118.

[4] تفسير البيان 6/ 104.

[5] روح المعاني 5/ 69.

[6] روح المعاني 5/ 69.

[7] فتح القدير 2/ 216، شرح الزرقاني 4/ 509.