responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 98

أذكر لك في تواضعه شيئاً، فأنت خبير أنّ هذه ليست إلّا ملكة نبي مكرّم، أو إمام معظّم، وما هي إلَّا العصمة المقتبسة من الأئمة عليهم السلام، إذ لو تكلم الشيخ بحرف واحد أو أظهر الكدورة والانزعاج لصار السيد هباء، ولعاد وجوده وعدمه سواء.

خامساً: جوده وكرمه‌

وأمّا جوده وكرمه على المساكين، وسعيه لفقراء المؤمنين، فقد سمعت كثيراً من الشَيَبة الصالحين، كما هو في كتاب (قصص العلماء) أيضا أنّ الشيخ في أغلب الأعوام والسنين يرهن داره وينفق الأموال على الفقراء والمساكين، من الطلبة والمشتغلين، ثم يسافر إلى العجم، ويأتي بمال جم، فيسترجع داره ويصرف الباقي في الوجوه. وفي كتاب (روضات الجنات) أنّه كان يؤجر نفسه للعبادة ثلاثين سنة، ويصرف ذلك على متعلقيه، وقال عمي العباس بن الحسن لا زالت مناهل فيوضاته مترعة للواردين في نبذته التي جمع فيها أحوال أبيه الحسن بن جعفر، فمما ذكر في مقام: أنّ الإمام عليه السلام لم يزل يمد العلماء الذين يرى منهم القابلية، ويؤيدهم بالتأييدات الربّانية، ومنهم والده المطهّر حيث رزقه الله الهيبة والعظمة في نفوس الأمراء والسلاطين حتى دفع عن أهل النجف بواقعة نجيب باشا الآتية إن شاء الله تفصيلا. ولم يزل في ذلك حتى قال: وكيف لا وهذا جدّنا كاشف الغطاء بلغ في بدء أمره من الحاجة والفقر إلى ما لا عين رأت ولا أذن سمعت حتى أنّه كان يتربص الفرص في المال الذي أعرض عنه صاحبه من الطعام وغيره، فيتجزى منه بمعاشه وهو مكب على التحصيل إلى أن وصل أمره إلى جلوسه ليلًا بين مواضع النجو[1] المعدّة في الصحن الشريف كي‌


[1] النجو: ما يخرج من البطن من ريح أو غائط وهو الموضع الذي نطلق عليه اليوم اسم المرافق الصحيَّة.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست