responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 75

وقد سمعت من الثقات أنّ الشيخ رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المنام فقال له: يا جعفر أو ياشيخ إنّي أحبك حبا شديداً، فقال له: سيدي ومما ذلك حتى أُداوم عليه؟ قال: لتدومنّ عليه صوم الدهر وصلاة الليل والكون على الطهارة.

وسمعت من الشيخ الأجل قدوة الوعاظ، وعمدة الحفاظ، العابد الزاهد الشيخ علي اليزدي‌[1]، وكان وحيد زمانه في العبادة وفريد أوانه في العلم والأخبار والوعظ، وقد تشرفت برؤية محياه الأنوار، وجلست تحت منبر وعظه أياما وليالي فما أظن أنّ الدهر سمح بمثله واعظا، وكان لكلامه تأثير في النفوس عجيب، وكان ملازماً للخمول والضّعة كسراً لنفسه، وأصابه في آخر عمره مرض السوداء فاختلّ عقله، وأشار الأطباء عليه بالرّواح إلى العجم، فإنّه أنفع لمزاجه، فانتقل إلى خراسان، وتوفي هنالك طيّب الله مضجعه، فما ذكر على المنبر في شهر رمضان بالصحن الشريف وهو غاصّ بالمستمعين، وكان يتكلم في مقام تغيّر الزمان والأيام وترك عبادة الرحمن والسعي بمراضي الشيطان إلى أن قال: وحدثني بعض الثقات من شيبة أهل النجف أول مجيئي من يزد أنّه سمع في بعض ليالي شهر رمضان في زمان العلامة الطبطبائي والشيخ جعفر بكاء ونحيباً في زوايا الصحن الشريف فتأمله وإذ هو في الغرف‌[2] الفوقانية، فصعد إليها وجعل ينظر غرفة غرفة حتى‌


[1] كان من العلماء الزهاد والوعاظ العباد والمرتاضين المجاهدين والحفاظ الثقات والفقهاء الأجلاء العدول، وله آثار منها( منظومة في أصول الفقه)، توفي في خراسان في حدود سنة( 1311 ه-) بعد انتقاله إليها من النجف الأشرف.

أنظر: طبقات أعلام الشيعة/ أغا بزرك/ نقباء البشر: 1/ 1322.

[2] وردت في المخطوطة لفظة( الحجر) بدلًا من لفظ( الغرف)، والصواب هو ما أثبتناه من لفظ( الغرفة) بدلًا من لفظ( الحجرة)، لأنّ الحجر جمع حجرة، وهي ماحُجِرَ عليه من الأرض، ومنها حجرة الدار، فما كان على الأرض فهو حجرةٌ، وما كان في طابقٍ عالٍ فهو غُرْفة.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست