responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 74

والعبرانية وأمثالهما؟ حتى أنّه حدثني عمي العَلمَ (العباس) لا زال ظله منشوراً عن ثقات الشيبة الذين أدركهم، أنّ جماعة من الطلبة الذين كانوا من أهالي البحرين أخبروا الشيخ أنّ في البصرة جماعة من أحبار اليهود ورهبان النصارى وقسيسيهم يجلسون في الطرق والأسواق ويفسدون مذاهب الإسلام، ويطعنون فيها عند العوام، حتى تهوّد خلق كثير من المسلمين، وتنصّر آخر فشدّ الشيخ الرّحال بجماعة من أصحابه حتى أتى البصرة، وصار يجالس أحبار اليهود والنصارى ويحادثهم شيئاً فشيئاً بألسنتهم وكتبهم، ويؤيد تارة ويهدم أخرى حتى عرفوا أنّه من الحاوين لكل العلوم فسألوه أن يباحثهم في علم الأديان، وغيرها، فأجابهم إلى ذلك، وجعل بحثا للنصارى وبحثا لليهود عصراً وصبحاً، ثم صار يذكر مفاسد كل مذهب مذهب وبالخصوص مذاهبهم، والأختلاف الكثير أناجيلهم كأنجيل مرقس ويوحنا وغيرهما.

والحاصل ما انجلت الغبرة إلا وقدر مائة حبروقسيس قد أسلم ممن كان يجلس في الأسواق لإفساد مذاهب الإسلام، ثم توجهوا إلى البلدان النائية الخالصة يهوداً ونصارى ليهدوهم بالمسالك اللطيفة الخفيفة إلى سواء السبيل، ورجع الشيخ إلى محلّه، فهل هذا إلّا من تأييدات الأئمة عليهم السلام له، وأخذه عنهم وقراءته عليهم بالطريق الذي هم أعرف به حيث رأوه قابلا لأكتساب الفيوضات الألهية والمعارف الروحانية قدس الله روحه ونور ضريحه.

ثانيا: زهده وتقدّسه‌

وأمّا زهده وتقدّسه، وما التزمت به لله نفسه، فقد جاوز الحد والنهاية، وفات الحصر والغاية، حتى كاد أن ينسى علمه على ما عرفت من عظمته وشهرته في جنب عبادته.

شيمةٌ مِنْ أَبِيهِ شَبّ عليها

وكذا شِيمةُ الِهزَبْرِ لِشِبْلِهْ‌

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 74
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست