responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 76

وصل إلى غرفة الزاوية بعيدة عن المستطرقين والنظار، فوقف وراء الباب ونظر من شقوقها، فرأى جماعة سادة وعلماء قد افترشوا التراب يقرأون دعاء أبي حمزة[1] الكبير وهم سجود، يبكون فبقى حتى فرغوا من أدعيتهم وصلواتهم، وخرجوا بأجمعهم فرآهم جماعة من علماء ذلك العصر يعرفهم بأشخاصهم، واستفسر عن الكيفية فكانت هذه عادتهم كل ليلة جمعة وسائر ليالي شهر رمضان.

ثم قال وحدثني جماعة منهم أنّهم وجدوا الشيخ جعفراً في بعض الأيام، وهو يعدو وبيده عصا وأمامه صبي قارب العشرين، وهو يركض بسرعة وشِدّة والشيخ خلفه يطلبه إلى أن وصل الصبي إلى الصحن فالتجئ إليه فنادى الشيخ أنِ اقبضوا عليه، فقبضوه وجعل الشيخ يوجعه ضرباً تارة بعصاه وأخرى بيديه، والصبي يبكي ويلوذ بالناس فخلصوه من يد الشيخ. ولما سكن روعه سألوه عن ذنب الصبي، فقال لهم: ثلاث ليالٍ لم يقم إلى صلاة الليل، وكلما أيقظناه لم يستيقظ، وجميع إخوانه وأهيله قاموا فأتوا بها على الوجه.

وقد ذكرنا لك أنّه كان يحي ثلثي الليل بالعبادة والمطالعة، وليس العجب هذا، وإنّما هو كونه (رحمه الله) كان كَثِير الأكل حتى قال في كتاب قصص العلماء: إنّه كان يأكل منا تبريزيا من الأرز، ورأساً من صغار الغنم، ومائة درهم من البصل، وعشر حبات فلفل، ومع ذلك كله لا يدركه كسل ولا فتور ولا سأم عن أحياء الليل والعبادة، حتى أتفق أن أتاه بعض المشتغلين في بعض البلدان ليسأله عن بعض المسائل المشكلة، وفي الأثناء قبل أن يسأل‌


[1] هو ثابت بن دينار الثمالي، وثمالة من الأزد، كان من زهاد أهل الكوفة ومشايخها، قال الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام:(( أبو حمزة في زمانه كسلمان الفارسي في زمانه) توفي سنة( 150 ه-).

أنظر: الكنى والألقاب/ عباس القمي: 22، 118.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست