responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 60

والسيد الطباطبائي‌[1] في مسجد الطوسي‌[2] ولم تكن الصلاة في الصحن الشريف معروفة قبل، وما أدري ما الذي صيّرها بحيث يمتنع الاستطراق فيه مغرباً لكثرة الجماعات.

ثم توجّه الشيخ إلى الحج فجعل الشيخ حسين يصلي بمكانه، فلمّا رجع إلى محلّه أجمع العلماء كالسيد الطباطبائي والشيخ حسين نجف والشيخ جعفر وأمثال هؤلاء على أن يوزّعوا أمر التدريس والفتوى والجماعة على المبرّزين من علماء ذلك العصر، فجعلوا المنبر لنائب إمام العصر حجة الله المهدي‌[3]، عليه رحمة المعيد المبدي لكونه الأهم، فأعطي للأعظم، فلم يكن يرقى منبراً في زمانه سواه، وجعلوا أمر التقليد في سائر الأمصار إلى وكيل الإمام الأكبر الصادق جعفر، لعلمهم بأنّه‌

عليمٌ بغيبِ الَوحي حتّى كأنهُ‌

بمُختلساتِ الظنّ يسمعُ أو يَرى‌

إذا أخذَ القِرطاسَ خْلتَ يمينَهُ‌

تصحّ نَوْراً[4] أو تنظّم جوهراً

فلم يكن عالم مقلّداً في الفرقة المحقّة غيره (قدس سره) وجعل الإئتمام بالناس لزين العابدين في زمانه، وقدوة الساجدين من أقرانه، الشيخ حسين نجف،

فلم يكن سواه إماما في جميع ذلك‌[5] البلد، وكانت العلماء جميعاً حتى السيد والشيخ‌[6] يصلّيان خلفه أغلب الأوقات. ثم لما توفي السيد صار المنبر منحصراً للشيخ كذا في كتاب (معدن الشرف)، وزاد أنّ السيد كان يأمر أهله وعياله بتقليد الشيخ الأكبر.

كرامات الشيخ جعفر الكبير

وأما كراماته فهي أكثر من أن تحصر، وأقصى من أن تحصى.

1- منها ما أرويه بالسند العالي عن المرأة الصالحة والدة محمد والمهدي أنّها كانت تقول: إنّ عبادة الشيخ على قسمين تارة فعلًا وأخرى قولًا، فطوراً يناجي ويدعو ويصلي، ومرة يجول بنفسه على الأرض ويبكي ويتضرّع، وكنت في بعض ليالي الصيف نائمة في السطح وإلى جنبي محمد وكان رضيعاً، وكان الشيخ في الطرف الآخر من السّطح وبيني وبينه خمسة عشر ذراع أو أزيد، وكان يحيي أغلب ليالي الصيف لقصورها في مطالعته وتمام أوراده فلمّا كان الثلث الأخير من الليل أخذ في البكاء والمناجاة سراً وجهراً وتضرعاً وخيفة، وهو يعفّر جسده الشريف في تراب السّطح ويكرر قوله يا جعيفر يا قليل الحياء يا كثير الشقاء، وأمثال ذلك حتى انتبهت عليه من بكائه وصوته وهو على تلك الحال، فبقيت في فراشي مستلقية، فبينا أنا كذلك إذ سمعته يقول، وهو يتقلّب على الأرض بنفسه ويجول بصوت ضعيف، من يأتيني بماء؟ من يسقيني شربة ماء؟ كرّرها مراراً، وكان على شرفات السطح أكواز ماء، فقمت لأناوله بعضها، فرأيت الجرّة سبقتني ونزلت من الشرفة حتى وصلت إليه فشرب منها ورجعت إلى مكانها، فوقفت بمكاني حائرة قد طاش ليب، وذهل عقلي، وقلت: لعل النوم قد خالط جفوني،


[1] الإمام العلامة الفقيه السيد محمد المهدي ابن السيد مرتضى ابن السيد محمد الطباطبائي الحسني الملقب ببحر العلوم، كان سيد علماء الأعلام، ومولى فضلاء الإسلام، علامة دهره وزمانه، ووحيد عصره وأوانه، ولد سنة( 1115 ه-) وتوفي سنة( 1212 ه-) وهو جد الأسرة الجليلة آل بحر العلوم في النجف الأشرف.

أنظر: الكنى والألقاب/ عباس القمي: 2/ 59.

[2] المنسوب إلى شيخ الطائفة وعماد الشيعة ورافع أعلام الشريعة أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي وقد ملأت تصانيفه الأسماع، ولد سنة( 385 ه-) وتوفي سنة( 460 ه-).

أنظر: الكنى والألقاب/ عباس القمي: 2/ 357.

[3] هو السيد الطباطبائي المعروف ببحر العلوم قدس سره.

[4] النور: الزهر الأصفر.

[5] وردت في المخطوطة( تلك).

[6] المراد بالسيد السيد الطباطبائي، وبالشيخ الشيخ جعفر.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 60
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست