responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 61

وغالطتني بهذا عيوني، والأمر لا أصل له، فحدثتني نفسي أنّ هذا ينكشف بسؤال الشيخ مرّة ثانية، فإنْ فعل علمت أنّه باطل وتخليط، وإلّا فهو حق وصواب، فوقفت هنيئة، فلم يُعدَ الشيخ كلامه، بل انكفأ على وجهه يسبح الله ويقدسه، فقلت في نفسي، لعلما وهمني سمعي وأكذبني حسّي، فلأقطعن الشك باليقين، أو لأعودنّ ببرهان مبين، فتقدمت قريبا منه، ومنعتني هيبته عن الإقدام عليه.

ومنْ ذا يَرُد السيفَ وهوَ مهنّدُ

ومنْ ذا يُثيرُ اللّيثَ والليثُ ملبدُ

فوقفت بيني وبينه خطوات، فقلت يا أبا موسى آتيك بالماء؟ فرفع رأسه فزعاً مرعوباً وقال: ما الذي أيقظك في هذا الليل؟ وعلا مَ أتيت؟ ارجعي فاهجعي ولا تعودي لمثلها تقول: فمضيت وعلمت أنّه سر رباني، ومعنى عرفاني، بين محب وحبيب، كره أن يظهر عليه واشٍ ورقيب.

إذا أنتَ أخْلصتَ المحبّة والهوَىَ‌

تملّكتَ سِرَّ الكائناتِ بأسْرهَا

2- ومنها مافي (قصص العلماء) ونص ترجمته: أنّه نقل لي بعض أصدقائي الذين أعتمد عليهم غاية الاعتماد في الوثاقة أنّه قال: كان لي عمّ كثير المال والثروة فابتلى بمرض العين عدّة سنين، وكلما ازداد في مباشرة الأطباء والجراحين لم تزدد إلّا نزولًا حتى بذل عليها مالًا جزيلًا، وكان يجلس في مجالس الطلبة من مشتغلي بلده فسمع ذكر الشيخ الكبير بينهم، وإنّه صاحب كرامات وهو نائب الإمام فسألهم أين هو الآن؟ فقالوا: في لاهجان‌[1]، فشدّ الرّحل والأقتاب حتى تشرّف بأعتاب ذلك الجناب، فمثل بين يديه وهو على متن راحلته عازماً على الرحيل من ذلك البلد، فقبل يديه وعرض له أمر عينيه، وأنّي عجزت والتجأت إليك لأنّك نائب إمام العصر،


[1] ناحية في بلاد جيلان يجلب منها الإبريسم اللاهجي، منطقة إيرانية أطراف رشت. أنظر: معجم البلدان/ ياقوت الحموي: 5/ 9.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 61
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست