responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 28

المقدمة فضل العرب وشرفهم‌

أمّا المقدمة فاعلم أنّ شرف العرب بين سائر البرية من البديهيات الأولية، لا شك فيه ولا شبه تعتريه وسبب سيادتهم وشرفهم، زيادة على كون الثقلين‌[1] العظيمين منهم أمور: كما استدل به النعمان لكسرى في الخبر المشهور[2] وهي الفصاحة والبلاغة أولًا، وحفظ أحسابهم وأنسابهم ثانيا، والمحافظة على الوفاء ثالثاً، وإثبات كل واحد من هذه الأشياء على وجه التفصيل يطول به المقام، ويستلزم الخروج عن المرام. والمتتبع للتواريخ والسير المطلع منها على ما مضى وغبر يحصل له شاهد صدق على ما ادعيناه، وضمين حق بما ذكرناه.

أمّا البلاغة والوفاء فكفى بك شاهد الوجدان، وإنْ أبيت فعلى الأوّل الفرقان‌[3]، وعلى الثاني قصة شريك وزير المنذر الذي جعل له يومين، حيث كفل الأعرابي وعرّض نفسه للحَيْن‌[4]، فما وجبت الشمس إلَّا وبالأعرابي قد طلع من التلاع والثنايا، وشريك معلّق بأظفار المنايا، فتعجّب المنذر من إقدام الرّجلين، ورفع عن الناس ذينك اليومين المشؤمين،


[1] المراد( بالثقلين): الكتاب العزيز والعترة الطاهرة، كما جاء في الحديث الشريف( إنّي تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعِتْرتي أهل بيتي، إنّهما لن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض).

صحيح الترمذي: 13/ 200 مناقب أهل البيت، مسند أحمد بن حنبل: 3/ 14، جامع الصغير/ السيوطي: 1/ 104، المستدرك/ الحاكم النيسابوري: 3/ 109.

[2] أنظر: مفصل تاريخ العرب قبل الإسلام/ الدكتور جواد علي: 3/ 279، العقد الفريد/ ابن عبد ربه الأندلسي: 1/ 253.

[3] الفرقان: القرآن الكريم.

[4] الحَيْنُ: الهلاك والمحنة.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست