responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 29

وسأَلَهُما عن ذلك. فقال شريك خفت أن يقال ذهب الكرم من الوزراء. وقال الأعرابي: خفت أن يقال ذهب من العرب الوفاء[1] وإن كنت للزيادة طالب فانظر الى قصة قوس حاجب فسترى ثمة عجائب.

وأمّا الثالثة: فقد كانت المحافظة على الأجداد والآباء من أوجب الأشياء، بل عندهم حفظ الأنساب والأعراض سواء، إلّا أنّ الظاهر منهم أنّ حفظ الأنساب للمحافظة على الأحساب، و طلب الأصول لمن قعد بفرعه الخمول، طلبا لشرف السابق كي يفتخر به اللاحق، ودفعاً لعُهْر الأمهات المستلزم لخبائث أحوال الصفات وتنزهاً عن مَظنّة تعدَّد الآباء والفجور، الداعي لسقوط النسل إلى حضيض أقبح الأمور، وإلَّا فمن قام به شرف الأحساب قعد عن التعكز بشرف الأنساب، ومن ساعدته الجدود، استغنى عن الآباء والجدود، لأنّ طيب الحسب أدلّ دليل على طيب النسب، وَعِلق‌[2] النفوس إذا كان ما بين نفيس وأنفس دلّ على نفاسة المغرس، وطهارة الذات، وحسن السيرة، شاهدا عدل على طهارة الآباء وكرم العشيرة، إلّا أنّ اجتماع هذه الأمور، نور على نور، والفوز بطيب النجار[3] مع حسن الآثار أجمع لأطراف الفخار.

وحيث أنّ الله ضمّ لنا مع طيب الأخلاق طيب الأعراق، ومع زكاوة النفس نقاوة الغرس، ومع حسن السيرة كرم العشيرة، ومع شواهد الآثار طهارة النجار، أحببت أن أصدّر هذه الرسالة بهذه المقدّمة ذاكراً انتهاء نسبنا، ومن ننتسب إليه من مرضّي أصحابنا، لا مفتخراً بذكر


[1] أنظر: قصص العرب/ تأليف جماعة من العلماء: 1/ 165، مجمع الأمثال/ للميداني: 1/ 146، الأغاني/ لأبي فرج الأصفهاني: 22/ 89، 90، معجم البلدان/ لياقوت الحموي: 6/ 285، بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب/ للآلوسي: 1/ 127.

[2] العِلقْ: النفيس من كل شي‌ء، وجمعه أعلاق، وسمي بذلك لأنّ القلب يتعلّق به.

[3] النَجَار: الأَصْلُ.

نام کتاب : العبقات العنبرية نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 29
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست