نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 524
و المعنى: أنّ دعوة كلّ ذى نظافة، عن
الظّلمات، كالعقائد الفاسدة و نحوها، ممّا يتعلّق بالقوّة النّظريّة؛ و كالأخلاق
الذّميمة و نحوها، ممّا يتعلّق بالقوّة العمليّة، يطلب بها الانتظام، مع العوالم
العلويّة لرضى اللّه.
و بعد هذا التّقرير، لا يخفى أنّ
التّظلّم أنسب بالظّلامة، و كذا النّظم بالظّلمات، و لا أنّ التّعليل بقوله «لرضى
اللّه» إنّما يناسب قوله «يطلب التّظلّم» ، لا لقوله: «يطلب النّظم» . اللّهمّ
إلاّ أن يقال: «المعنى. أنّ دعوة كلّ ذى نظافة يطلب انتظام حال المغلوب بالظّلامة
لرضى اللّه، لا لغرض نفسه، مستجابة» ، فيصحّ.
و، قضى اللّه، أنّه لينصر الصّابرين على
بأس، و فى نسخة: «بأساء» أبناء الشّياطين ، من أشرار (267
أهل الدّنيا و المفارقين لها ، و ليلبس الفاجر سربال القار، أى: الجلود السّود
الّتي لأنواع الحيوانات.
و أبناء التّوفيق ، الإلهيّ، يأخذون من
الزّائل، أى الدّنيا ، ما يثبّتهم على العمل الصّالح للأخرى الباقية. و المخذولون
يحرمون عند البعاد ، أى: عند التّعلّق البدنىّ المبعّد للنفوس عن معدنها أو عند
البعاد عن الفضائل، و كيف ما كان، فهم عند البعاد يحرمون عن التّوفيق الإلهيّ
ليأخذوا من الزّائل قدر الحاجة و يقتنعوا به. و فى بعض النّسخ: «يحومون» ، أى:
كالمتحيّرين، لا يعرفون ما ينفعهم عمّا يضرّهم، و لا ما يبقى عليهم عمّا يزول عنهم
، و يختارون ما يزول عنهم ، عند المفارقة البدنيّة من الأمور الجسمانيّة، على ما
يصحبهم ، بعد المفارقة من الكمالات العقليّة الباقية معهم ، فيعبرون به ، أى:
بواسطة ما يصحبهم من الكمالات ، على العقبات، البرزخيّة النّاريّة.
و سوط اللّه، أى: الآلات الحديديّة و
غيرها من آلات عذاب أهل النّار، ينتقم من كلّ شارد ، عن طريق الرّشاد إلى طريق
الغىّ و الفساد ، أفّاك، كثير الإفك و الافتراء على اللّه و رسله.
سمعت الملائكة صياح الأبرار ، بالدّعاء
و التّسبيح و التّقديس لنور الأنوار ، من خشية اللّه، فتضرّعوا فيهم إلى ربّهم ،
بأن سألوه فنادوه ، أن: يا صاحب العظموت، و
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 524