نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 523
لا تمنعهم المسيرات، البدنية و
النّفسانيّة، عن المسير إلى العوالم النّوريّة ، و لا تقعدهم حمّارة القيظ، أى:
الحرّ الشّديد، و هو كناية عن الأمور المهمّة [البدنيّة]و الشّواغل الكثيرة
الجسميّة، عن السّعى إلى مرضات اللّه صاحب الأمر،
و الّذين يطوفون عند الباب ، باب اللّه،
من العلم النّافع و العمل الصّالح، و يخافون حول اللّه، أى: قوّته و قدرته ، و
المصلّون فى الدّيجور ، أى: فى اللّيالى المظلمة، من المحققين و المقلّدين ، و
الصّابرون فى المناسك ، أى: العبادات المفروضة و المسنونة ، و المتصدّقون فى غفلات
قومهم، و الصّارمون ، أى: المتشمّرون من أولى العزم ، فى الجهاد ، الظّاهر مع
الكفّار، و الباطن مع القوى البدنيّة بتسخيرها و تهذيبها.
و السّائرون فى الأرض، و أرواحهم معلّقة
بالمحلّ الأعلى، أى: المجرّدون من الفضلاء الّذين يسيحون فى الأرض و لا يتّخذونها
وطنا و مسكنا. كما قال عليّ، عليه السّلام: « وا شوقاه إلى إخواني الآتين فى آخر
الزّمان، أجسادهم فى الأرض و قلوبهم معلّقة بالمحلّ الأعلى» ، و أصحاب السّكينة
الكبرى ، أى: الّذين ثبتت الأنوار الخاطفة و البروق اللاّمعة فيهم، و صار ذلك ملكة
لهم؛ كلّ هذه الطّوائف؛ سيجدون من اللّه البشرى بالخلاص ، عن العوائق البدنيّة و
العلائق الجسميّة.
وقّع اللّه، بالتّوقيع الأزلىّ، فى
السّفر ، الأزلىّ السّرمديّ ، و قضى، و فى بعض النّسخ: «و قضى اللّه» و هو إظهار
للتّشريف و التّكريم ، إلى الرّوح الأمين ، أى: العقل المتين، ربّ صنم نوع
الإنسان: أنّه ليجيب دعوة كلّ مغلوب بالظّلامة ، و فى بعض النسخ: «بالظّلمات» ،
أى: بالكدورات الجسمانيّة و الهيئات البدنيّة الظّلمانيّة، فالظّلمات أعمّ من
الظّلامة، لأنّ المغلوب بالظّلامة مغلوب بظلمة أيضا؛ و دعوة كلّ، ذى نظافة يطلب
التّظلّم لغيره، لا لنفسه. و الاّ تكرّر، لأنّ دعوة كلّ مغلوب بالظّلامة مستجابة
فى حقّه. و المعنى: أنّ دعوة كلّ ذى نظافة خلقيّة من الصّالحين يطلب بها دفع
الظّلم عن غيره، لرضى اللّه ، لا لغرض له فى نفسه، مستجابة فى حقّ ذلك الغير، و
كذا فى حقّة، لما تقدّم. و فى بعض النّسخ: «يطلب النّظم لرضى اللّه» .
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 523