نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 41
وجودها فى الخارج يكون موجودا فى الخارج
أزلا و أبدا. هذا هو الّذي فهمه المورد و الجمهور من المثل، و سيأتى ما هو الحقّ
فيها إن شاء اللّه تعالى.
و هذا الأثر الّذي هو حصول صورة الشّيء
فى العقل، سواء اقترن به حكم أولا، يسمّى تصوّرا، إذ الحكم باعتبار حصوله فى العقل
من التّصوّرات أيضا، و خصوصيّته. و كونه حكما، -و هو ما يلحق الإدراك لحوقا يجعله
محتملا للتّصديق و التّكذيب-يسمّى تصديقا.
فالتّصوّر هو حصول صورة الشّيء فى العقل
مع قطع النّظر عن الحكم. لست أقول: مع التّجرّد عن الحكم، كما قال جماعة من
المتأخّرين: «إنّ الأمر الحاصل فى العقل إن لم يكن معه حكم فهو التّصوّر، و إن كان
معه حكم فهو التّصديق» ، فإنّ ذلك ينافى كون التّصوّر شرط التّصديق، كما هو عند
الأقدمين، أو شطره، كما عند المحدثين، لامتناع تقوّم الشّيء و اشتراطه بنقيضه، و
لاستحالة تحقّق المعاندة بين الجزء و الكلّ و الشّرط و المشروط.
اللّهمّ إلاّ أن يمنع و يقال: لا امتناع
فى تحقّق العناد المانع من الجمع بين الجزء و الكلّ، لتحقّق هذا العناد بين الواحد
و الكثير، مع أنّ الواحد جزء الكثير، على معنى أنّ الصّادق على الشّيء إمّا الواحد
أو الكثير؛ و كذا فى التّصوّر و التّصديق؛ لاستحالة أن يصدقا على علم واحد.
أو يقال: التّصوّر أمر مشترك بين
الإدراك المقيّد بقيد عدم الحكم و بين مسمّى الإدراك، و الأوّل هو قسيم التّصديق،
و الثّاني شرطه أو شطره؛ و التّصديق هو الحكم على الشّيء المتصوّر بوجوده أو عدمه
أو وجود حالة له أو عدمها عنه.
و اتّفاقهم على أنّ الأوّليّات ربّما
وقع التّوقّف فى التّصديق بها، لخفاء فى تصوّر حدودها، يدلّ على أنّ التّصديق
عبارة عن نفس الحكم، لا عن التّصوّرات الثّلاث، و إلاّ لما كان بديهيّا، إلاّ إذا
كانت تلك التّصوّرات بديهيّة. و هذا بخلاف ما اعترفوا به فى الأوّليّات، و إن كان
بعضهم قد ناقض نفسه فى مواضع.
فإن قيل: التّصديق أمر انفعالىّ، لأنّه
قسم من العلم التّجدّدىّ، و هو انفعال ما
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 41