نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 394
ضرورىّ الوقوع بعده، فهو نفس محلّ
النّزاع . إذ كلّ حادث عند الحكيم تسبقه حوادث لا إلى أوّل في الماضى، بالتقرير
السّالف. فمنع حصول الحادث، بناء على توقّفه، على حصول ما لا نهاية له في الماضى،
هو محلّ النّزاع؛ و جعله مقدّمة فى ابطال نفسه مصادرة على المطلوب الأوّل.
و الّذي يقال: «إنّ الآن هو آخر الماضى،
فيتناهى» ، الماضى، لأنّ كلّ ما له آخر فهو متناه، و يلزم من تناهى الماضى تناهى
الحوادث الماضية، و منه حدوث العالم. فإن عنى به «أنّه آخر لا آخر بعده» ، فهو
كلام فاسد فإنّ عند الحكيم بعد الآن المفروض آنات و أزمنة غير متناهية، كلّ منها
آخر ما قبله، و إن عنى به أنّه آخر، و يكون بعده أدوار أخرى، كلّ منها آخر ما قبله،
فهو كلام صحيح. فإنّه آخر هذا الماضى (199 ، و
أوّل ما سيأتى إذا جعل مبدأ، و كلّ واحد من الزّمان ، و فى بعض النّسخ: «من
الزّمانين» ، فى جانبيه، و فى بعض النّسخ: «فى حاشيتيه» - أعنى الماضى و المستقبل
لا يتناهى.
و كثيرا ما يثبتون هؤلاء حكم الجميع
بناء على الحكم على كلّ واحد، كما يقال: كلّ واحد من الحركات مسبوق العدم، فيلزم
منه أن يكون الكلّ كذا، أى: مسبوق العدم، و يلزم منه أن يكون العالم حادثا . و قد
دريت أنّه لا يلزم.
و ما ذكروا من الحجّة عليه، «و هو أنّ
كلّ واحد من الزّنج لمّا كان أسود، كان الكلّ أسود» ، باطل منقوض بما لا يعدّ و لا
يحصى من الصّور ، فإنّ لك أن تقول: كلّ واحد من أعداد السّواد على هذا المحلّ ممكن
الحصول فى زمان واحد محدود، أى: معيّن ، و لا يمكنك أن تقول: الجميع كذا، فلا يلزم
من الحكم على كلّ واحد الحكم على الجميع.
فصل [4]
في بيان أنّ حركات الأفلاك لنيل أمر
قدسىّ لذيذ هو شعاع فائض على نفوسها
بسبب الحركات، و في أن شكل الفلك كريّ،
. . .
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 394