نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 100
هو حمل العنوان عليه، و لاقتضاء هذا
الحمل ثبوت الموضوع، أى تمثّله فى وجود أو ذهن، لأنّ إثبات الشّيء للشّيء فرع على
ثبوته، و امتناع أخذه غير ثابت من حيث هو غير ثابت، لكونه ثابتا، يتلازمان فى
المحصورات دون الشّخصيّات، لخلوها عن هذا العقد، و إليه أشار بقوله:
و لكن هذا الفرق إنّما يكون فى
الشّخصيّات، لا فى القضايا المحيطة و جملة المحصورات. فإنّك إذا قلت: «كلّ إنسان
هو غير حجر، أو لا شيء من الإنسان بحجر» ، هو حكم على واحد واحد من الموصوفات
بالإنسانيّة فيهما ، أى: فى الموجبة المعدولة و السّالبة البسيطة.
لكنّ الموجبة تشتمل على عقدى حمل،
أوّلهما حمل العنوان، و ثانيهما حمل المحمول. و السّالبة و إن خلت من العقد الثّاني
الّذي هو المحمول، فإنّها لا تخلو عن العقد الأوّل الّذي هو للموضوع العنوانىّ. و
إليه أشار بقوله : و السّلب إنّما هو للحجريّة، أى: للمحمول الّذي هو العقد
الثانى، لا للإنسانيّة الّتي هى العقد الأوّل.
و إذا لم تخل السّالبة عن عقد إيجابىّ
مستدع لموضوع موجود، إذ لا إثبات إلاّ على ثابت، استحال صدقها على الموضوع
المعدوم، و استوت مع الموجبة المعدولة فى أنّهما لا يصدقان إلاّ إذا كان موضوعهما
موجودا فى الخارج إن حكم بثبوت المحمول و العنوان فى الخارج، و إن لم يحكم
بثبوتهما فى الخارج، فلا يتوقّف صدقهما على موضوع موجود فى الخارج، [بل على ثابت
فى الذّهن.
و الغرض أنّهما متساويان فى اقتضاء
موضوع موجود فى الخارج]و عدمه. و إذا استويا فيه فحيث تقتضى الموجبة المعدولة وجود
الموضوع فى الخارج، كما فى قولنا: «كلّ إنسان هو غير حجر» ، اقتضت السّالبة،
كقولنا: «لا شيء من الإنسان بحجر كذلك» ، و بالعكس، لاستحالة أن يكون موضوع سالبة
أعمّ من موضوع موجبة بعد اتّحادهما فى العبارة، و لذلك قال:
فلا بدّ و أن تكون الموصوفات
بالإنسانيّة متحقّقة ، فى الخارج أو فى الوهم، حتّى يصحّ أن تكون موصوفة بها،
بالإنسانيّة فى الخارج أو فى الوهم.
نام کتاب : شرح حكمة الإشراق سهروردي نویسنده : قطب الدين الشيرازي جلد : 1 صفحه : 100