responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المباحث الأصولية نویسنده : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    جلد : 4  صفحه : 349

الآخر على ارتفاع الضدّ الموجود ضرورة أنّ الجسم الأسود لا يقبل البياض كما أنّ الجسم الأبيض لا يقبل السواد فإذا كان المحل مشغولا بالسواد فلا محالة وجود البياض فيه يتوقّف على ارتفاع السواد وعدمه فيكون عدمه مقدّمة له.

فالنتيجة أنّ عدم الضدّ الموجود مقدّمة لثبوت الضدّ الآخر وأمّا عدم الضدّ المعدوم فهو لا يكون مقدّمة لثبوت الضدّ الآخر[1].

[نظرية الحدوث‌]

أقول أنّ هذا التفصيل مبني على نظرية الحدوث وهي أنّ سرّ حاجة الأشياء إلى مبدأ العلّية هو حدوثها لا إمكانها الوجودي وفقرها الذاتي ولازم ذلك أنّ الشي‌ء إذا حدث في الخارج فقد استغنى عن مبدأ العلّية بقاءً وقد يستدلّ على هذه النظرية بأمرين:

الأول: أنّ سبب حاجة الأشياء لو كان إمكانها الوجودي دون حدوثها فهو لا ينسجم مع مجموعة من الظواهر الكونية التي تكشف عن استمرار وجود المعلول بعد زوال علّتها كالعمارات الشاهقة والبنايات والطرق والجسور وما شاكل ذلك التي بناها البنّاؤون وأيدي آلاف من العمّال فإنّها تبقى بعد انتهاء علّتها وهي عملية البنّا مئات من السنين من دون علّة مباشرة لها وكذلك الطائرات والسيارات والسفن والمكائن والمصانع وأنواع الأدوات الميكانيكيّة وغيرها ممّا شاده المهندسون والفنّانون في شتّى ميادين العلم فإنّها بعد انتهاء عمليتها وصنعها بيد هؤلاء الفنّانون والمهندسون تبقى إلى أمد بعيد بدون علّة مباشرة لها ومثلها الأشياء الكونية الطبيعية كالجبال والأحجار والأشجار وما شاكلها من الموجودات الطبيعية على سطح الكرة الأرضية فإنّها تبقى بدون أن‌

-


[1] - فقد ذكره المحقّق الخونساري( قدس سره) على ما في مطارح الأنظار: ص 109.

نام کتاب : المباحث الأصولية نویسنده : الفياض، الشيخ محمد إسحاق    جلد : 4  صفحه : 349
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست