أنّه ما ذهب أحد إلى وجوب الاستغفار والذكر بمنى ، فيحمل على الاستحباب أو
على الدعاء والذكر الواجب المفهوم من قوله (فَاذْكُرُوا اللهَ
عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرامِ) أو على وجوب التوبة مطلقا كما أشرنا إليه من قبل ،
ويفهم وجوب قبولها على الله.
واخرى:(أُولئِكَ لَهُمْ
نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللهُ سَرِيعُ الْحِسابِ)[٣] أي إذا فرغتم من عباداتكم الحجّيّة ، ويحتمل الأعمّ ،
والمناسك جمع منسك وهو يطلق على العبادة إطلاق المصدر على المفعول أو يكون بمعناه
المصدري أي إذا فعلتم أفعالكم الّتي كانت عبادة ، أو يكون اسم مكان أطلق عليها ،
أو يكون المضاف محذوفا أي عبادات مناسككم (فَاذْكُرُوا اللهَ
كَذِكْرِكُمْ آباءَكُمْ) أي ذكرا مثل ذكركم آباءكم ، فذكركم في محلّ النصب صفة
لمفعول مطلق محذوف سواء كانت الكاف بمعنى مثل اسما مضافا أو حرفا متعلّقا بمقدّر ،
وآباءكم مفعول الذكر وأشدّ منصوب عطف على (كَذِكْرِكُمْ) أي يكون ذكركم الله إمّا مساويا لذكر آبائكم أو أشدّ
وأكثر وأعلى ذكرا من ذكر الآباء ، فذكرا تميز أي أشدّيّته يكون من حيث كونه ذكرا
لا من جهة أخرى ، فهو لرفع التوهّم والاحتمال ، وإن كان بعيدا كما في قولهم طاب
زيد نفسا فافهم ، ويحتمل جعل الذكر بمعنى الذاكر حينئذ كما سيأتي.
فكونه مجرورا
معطوفا على الذكر على تقدير جعل الذكر بمعنى الذاكر مجازا للمبالغة أو على ما أضيف
إليه بمعنى أو كذكر قوم أشدّ منكم ذكرا ، أو